فيما تتواصل المشاورات بين حركتي"فتح"و"حماس"للاتفاق على تشكيل الحكومة الفلسطينية المقبلة، غادر وفد من"حماس"أمس قطاع غزة إلى دمشق للمشاركة في اجتماع مكتبها السياسي، والذي سيتصدر جدول أعماله التباين الذي برز اخيراً في مواقف مسؤوليها، إضافة الى تشكيل الحكومة المقبلة والخيارات السياسية. في الوقت نفسه، وصل الرئيس محمود عباس أبو مازن إلى القاهرة أمس لإطلاع القيادة المصرية على المستجدات ونتائج اجتماع لجنة مبادرة السلام العربية في الدوحة. وكان الامين العام لحركة"الجهاد الاسلامي"رمضان شلّح وصل الى القاهرة اول من امس لاستئناف دور الحركة في تسهيل والمساعدة في إنجاز المصالحة على الارض، علماً انه من المقرر ان يلتقي عباس للبحث في تشكيل الحكومة الفلسطينية. ووصف مسؤول في"حماس"اجتماع المكتب السياسي للحركة بأنه"مهم وسيعقد بكامل هيئته في الداخل والخارج". واوضح ل"الحياة"ان الاجتماع يعقد في مرحلة بالغة الحساسية، سواء على المستويين الداخلي أو السياسي، لافتاً إلى تباينات عدة معلنة في مواقف الحركة عبّرت عن حجم الخلاف داخلها، في إشارة إلى الانتقادات التي وجهها القيادي البارز في الحركة محمود الزهار لكلمة رئيس المكتب السياسي خالد مشعل التي ألقاها في القاهرة في احتفال الإعلان عن إنجاز اتفاق المصالحة. ولفت المسؤول إلى أن هذا الأمر لم يكن معهوداً في الحركة منذ تأسيسها، موضحاً أن هذه المسألة ستطرح على جدول أعمال الاجتماع. وأشار إلى أن الاجتماع سيتناول أيضاً الشأن السياسي، وعلى رأسه تشكيل الحكومة المقبلة، وكذلك إنسداد الأفق السياسي والبدائل المطروحة في ضوء الخطابين الأخيرين لكل من الرئيس باراك أوباما ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو، واللذين قال انهما تضمنا تحدياً صارخاً للمواقف العربية المؤيدة لإقامة دولة فلسطينية في حدود 1967 وقرارات الشرعية الدولية. وكانت لجنة مبادرة السلام العربية تبنّت في بيان أصدرته في ختام اجتماعها في الدوحة مساء أول من امس، مواقف الرئيس عباس، وقالت:"في ضوء خطاب نتانياهو في واشنطن قبل أيام، تقرر التوجه إلى الأممالمتحدة لتقديم طلب العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأممالمتحدة على خطوط عام 1967 وعاصمتها القدسالشرقية، وذلك خلال الدورة المقبلة للجمعية العامة للأمم المتحدة"، أي في أيلول سبتمبر المقبل. واتفق أعضاء اللجنة على اتخاذ الإجراءات القانونية طبقاً للقواعد المطبقة في الأممالمتحدة، والطلب من مجموعة عمل تتكون من رئيس اللجنة والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى ودولة فلسطين ومن تراه من الدول الأعضاء، بالإعداد لوضع هذه الإجراءات موضع التنفيذ، ومتابعتها في الأممالمتحدة. غير ان"حماس"اعتبرت ان بيان لجنة المبادرة العربية"جاء مخيباً للآمال ودون مستوى التحدي التاريخي المطلوب"، معتبرة انه"يشجع الاحتلال الصهيوني على الاستمرار في سياساته الاستيطانية والتهويدية". وطالبت عباس ب"اتخاذ موقف حاسم ردا على سياسات وسلوك الاحتلال الصهيوني المتغطرس، وذلك بالإعلان عن سحب المبادرة العربية ودعم صمود ومقاومة الشعب الفلسطيني". وكان رئيس لجنة المبادرة، رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني دعا في افتتاح اجتماع اللجنة الى"تجميد البحث"في عملية السلام لان الشريك الاسرائيلي"غير جاهز"بعد لهذه المفاوضات.