تعقد القيادة الفلسطينية ظهر اليوم اجتماعا برئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لبحث مجمل المواقف السياسية التي صدرت خلال الأيام الأخيرة، وبخاصة من الرئيس الأميركي باراك أوباما بشأن عملية السلام والمواقف الأوروبية المؤيدة لها خلافا لمواقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي عارضها من أساسها، خلال خطبتيه أمس أمام الكونجرس الأميركي في واشنطن، وقبل ذلك أمام اجتماع "أيباك". ويسبق اجتماع القيادة اجتماع للجنة المتابعة لمبادرة السلام العربية من المرتقب عقده على المستوى الوزاري بمشاركة الرئيس عباس في العاصمة القطرية الدوحة يوم السبت المقبل لبلورة موقف عربي من مجمل المواقف علما بأن الرئيس عباس سيقوم لاحقا بجولة أوروبية. وأشارت مصادر دبلوماسية ل"الوطن" أن"الموقف حساس للغاية ما يتطلب حنكة في التعامل مع الأمور". وقالت "من الواضح أن نتنياهو يعارض ما قاله الرئيس الأميركي أوباما بشأن حدود 1967 وهو ما يتوجب التركيز عليه بإلقاء الكرة في الملعب الإسرائيلي وعدم تبرع الفلسطينيين بمواقف قد تحسب عليهم من قبل مؤيدي إسرائيل". وأضافت "ثمة حاجة لخطوات فلسطينية سريعة بما في ذلك تشكيل حكومة المستقلين الفلسطينيين مع تفادي كل ما من شأنه أن يدفع أي جهة كانت للتشكيك بهذه الحكومة وذلك في ضوء المواقف الإسرائيلية الداعية لمقاطعة هذه الحكومة كما أن تشكيلها ضروري لتحديد مستقبل مؤتمر باريس لدعم الدولة الفلسطينية المزمع عقده في يونيو المقبل". بدوره فقد قال صائب عريقات، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وكبير المفاوضين الفلسطينيين ل"الوطن" إن "نتنياهو يصر على رفض السلام برفضه العودة إلى حدود 1967"،مؤكدا أن الكرة الآن في الملعب الإسرائيلي. وأضاف "نتنياهو يصر على رفض السلام وعلى تكريس الواقع على الأرض وعلى الإملاءات وعلى رفض المبادئ التي وردت في خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما وعلى رأسها دولتان على أساس حدود 1967 ودون أن تقبل الحكومة الإسرائيلية رسميا عملية السلام على أساس مبدأ الدولتين على أساس حدود 1967 فان هذا يعني أن مجرد الحديث عن مفاوضات هو مضيعة للوقت". وكان نتنياهو أعلن أمام أيباك أن إسرائيل لن تعود إلى حدود 1967 التي لا يمكن الدفاع عنها حسب وصفه كما أنها متمسكة بتواجد عسكري على شاطئ نهر الأردن وأنها لن تتفاوض مع جانب فلسطيني غير مستعد للاعتراف بدولة يهودية. وأضاف عريقات"عندما خير نتنياهو بين الماضي والمستقبل فانه اختار الماضي وعندما خير بين السلام والاستيطان فانه اختار الاستيطان وعندما خير بين المفاوضات والإملاءات فإنه اختار الإملاءات وعندما خير بين الواقع والعلاقات العامة فانه اختار العلاقات العامة وبالتالي فهو يرفض السلام". إلى ذلك، أعلن رئيس كتلة فتح النيابية وعضو اللجنة المركزية للحركة عزام الأحمد أمس في موسكو إن توجه الفلسطينيين إلى الأممالمتحدة لطلب عضويتها ليس خطوة جانب واحد، موضحا أن "هناك قرارا من الأممالمتحدة بإقامة دولة فلسطينية وتؤكد عليه سنويا الاجتماعات السنوية للأمم المتحدة في سبتمبر من كل عام". وأوضح أن وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف أكد "دعم روسيا للقيادة الفلسطينية بالتوجه إلى الأممالمتحدة ودعمهم للمصالحة الفلسطينية".