تسبّبت ضخامة مشاريع البنية التحتية الإلكترونية في السعودية، بإطلاق منافسة حادة بين ما يزيد على 400 شركة عربية وأجنبية متخصّصة في تقنية المعلومات والاتصالات خلال معرض الكومبيوتر والصناعة الرقمية"جيتكس السعودية 2011". واختتم المؤتمر أخيراً بعد أن استمرت فعالياته 4 أيام، في"مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض". وتزامن هذا الحدث مع"المعرض الدولي الثالث عشر للاتصالات"المعتمد من قبل الاتحاد الدولي للمعارض UFI والدورة العاشرة ل"معرض سوق الكومبيوتر 2011". منتجات وخدمات ونُظُم اتصالات شهد"جيتكس السعودية 2011"عرض مجموعة واسعة من منتجات وخدمات وبرمجيات ونُظُم تتعلّق بالاتصالات وتقنية المعلومات، إضافة إلى معدات الاتصالات والشبكات، وحلول أتمتة المكاتب والأعمال، وأجهزة الوسائط المتعددة وغيرها. كما لفت في المعرض اهتمام الجمهور بالأنواع الجديدة من أجهزة الكومبيوتر الشخصية والمحمولة، والهواتف النقّالة، والأدوات الرقمية الذكية وغيرها، إضافة إلى مجموعة من الأجهزة والمعدات التعليمية والترفيهية المرتكزة إلى التقنية الرقمية. واستقطب المعرض عدداً كبيراً من الزوار، إذ أشارت الإحصاءات إلى أن مجموع قاصديه تجاوز 100 ألف زائر. ولأن السوق السعودية تعتبر الأولى في منطقة الشرق الأوسط في مبيعات الحاسوب الآلي وتطبيقات تكنولوجيا المعلومات، فقد ركز العارضون على طرح افضل التقنيات الإلكترونية التي من شأنها المساهمة في تعزيز التنمية المستدامة على المدى البعيد. في هذا السياق، توقّع خالد القصيبي وزير الاقتصاد والتخطيط الذي يتولى حقيبة الاتصالات وتقنية المعلومات بالنيابة في السعودية، ارتفاع حجم الاستثمارات في تطوير خدمات الاتصالات وتطبيقاتها إلى 37 بليون ريال عام 2013، ثم إلى 50 بليون ريال عام 2015. وأشار أيضاً إلى أن حجم تلك الاستثمارات بلغ نحو 22,3 بليون ريال عام 2009، لافتاً إلى أن معدل النمو السنوي في الإنفاق في سوق الاتصالات وتقنية المعلومات من القطاعين العام والخاص في السعودية بلغ نحو 18,5 في المئة بين عامي 2001 و2009. واعتبر المشرف على جناح شركة الاتصالات العامة"برافو"المهندس أكرم الحفاف أن معرض"جيتكس السعودية"يعتبر مناسبة مهمة لتسليط الضوء على أبرز التطورات التي يشهدها قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في المملكة. وأوضح أن السوق السعودية في ال"هاي تيك"تُعد أكبر أسواق المنطقة لما تمتاز به من معدل نمو قوي، خصوصاً في ظل مشاريع البنية التحتية الإلكترونية الكبيرة التي تتطوّر في سياق حجم إنفاق كبير. وأشار إلى أن المعرض يمثّل فرصة لمؤسسات القطاع الخاص المحلية لعرض أساليبها في تقديم خدماتها، وتبادل الخبرات مع نظيراتها العالمية التي تستفيد من الفرص المتاحة في المملكة والمنطقة عموماً. واستغرب الحفاف عدم حضور شركات الاتصالات السعودية الكبرى، مثل"السعودية"،"موبايلي"و"زين" في المعرض. ولفت إلى أن السعودية مقبلة على طفرة جديدة في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، عِبر مشروع الخطة الوطنية للاتصالات وتقنية المعلومات. وبيّن أن هذا المشروع يسعى لتلبية التحوّل صوب مجتمع المعلومات، وبناء صناعة محلية قوية في الاتصالات وتقنية المعلوماتية، والأخذ بمقومات الاقتصاد الرقمي، وإعداد الكوادر المؤهلة، إضافة إلى ردم الفجوة الرقمية ورفع مستوى المعرفة في التقنيات الرقمية في أوساط المواطنين في المناطق الريفية والنائية. وأكد الحفاف أيضاً أن الشركات المشاركة في"جيتكس السعودية"طرحت تقنيات إلكترونية جديدة في السوق السعودية، خصوصاً في ما يتعلق بالخليوي والكومبيوتر المحمول، اللذين يجدان رواجاً كبيراً بين أوساط الشباب السعودي. التقنية الرقمية تلاقي اللغة العربية في السياق عينه، أوضح سيد صيام مدير عام شركة"الليزر"المتخصصة في تقنيات أشعة الليزر المستخدمة في الشاشات الإلكترونية، أن"جيتكس السعودية"يشكّل فرصة للشركات العالمية الراغبة في طرح منتجاتها في السوق المحلية المغرية. ولفت أيضاً إلى بروز تقنيات الأمن الرقمي في معرض هذا العام، لافتاً إلى أنها تشهد طلباً كبيراً من القطاعات الحكومية والخاصة والأفراد في السعودية. وأفاد صيام بأن المعرض شهد توقيع عدد من الاتفاقيات والصفقات ما يؤكد أهميته، مشيراً إلى أن المعرض شهد مشاركة عدد من شركات البناء والتعمير التي باتت تعتمد على التقنية الرقمية بكثافة في أعمالها ومشاريعها، بما فيها البعد الأمني. وأكّد مجدي عبدالحميد، وهو مسؤول في إحدى شركات التقنية الرقمية، أن معارض"جيتكس"تركز دائماً على الأسواق الكبرى، ما دفعها إلى تخصيص معرض مستقل للمملكة العربية السعودية. وأشار إلى أن كثيراً من شركات الصناعة الإلكترونية بات يركّز على منتجات تقنية تعتمد على اللغة العربية بهدف الاستحواذ على حصة في السوق السعودية. ولفت عبد الحميد إلى أن مشاريع البنية التحتية في المملكة شكّلت جاذباً للشركات العالمية. وعزا الإقبال الكبير للشركات العالمية على المشاركة في المعرض إلى حجم الإنفاق الكبير من السعودية على المعلوماتية والاتصالات المتطورة، الذي أغرى هذه الشركات الفوز بنصيب من هذا الإنفاق الواسع. وتوقّع عبد الحميد أن تفوز بعض الشركات العالمية المتخصصة في البنى الإلكترونية التحتية، ببعض المشاريع في السعودية، إضافة إلى نشوء شركات مشتركة مع مستثمرين سعوديين، بالترافق مع ما تشهده المملكة من تطوّر في التقنية الرقمية الحديثة.