وعد رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني بإجلاء آلاف المهاجرين التونسيين غير الشرعيين من لامبيدوسا بحلول مطلع الأسبوع بعد احتجاج في شأن أزمة إنسانية في الجزيرة الصغيرة التي تقع في جنوب البلاد. وقال برلسكوني الذي زار لامبيدوسا أمس الأربعاء إن إجراء نقل نحو 6000 مهاجر يعيشون في معسكر خيام موقت إلى مراكز أخرى في إيطاليا بدأ بالفعل على متن ست سفن تبلغ سعتها الإجمالية عشرة آلاف راكب. ولامبيدوسا في الأحوال العادية جزيرة سياحية هادئة وميناء للصيد تبعد نحو 225 كيلومتراً من ساحل تونس لكنها تحولت إلى مخيم يعج بالنفايات حيث يصل مئات المهاجرين من تونس على متن زوارق صيد كل يوم. وقال برلسكوني في اجتماع مع سكان الجزيرة الذين شهدوا وصول 19 ألف تونسي منذ الاضطرابات الشعبية التي أطاحت رئيسهم زين العابدين بن علي في كانون الثاني يناير:"من هذه اللحظة وخلال 48-60 ساعة ستصبح لامبيدوسا مأهولة فقط بسكانها". ومع نقل مهاجرين من لامبيدوسا ظهرت مشاكل في مخيمات في أماكن أخرى في إيطاليا وتكافح الحكومة للتوصل إلى حل بعيد المدى. ويطالب حلفاء برلسكوني في رابطة الشمال بإعادة المهاجرين إلى تونس على الفور لكن رئيس الوزراء نفسه انتهج خطاً أكثر حرصاً. وقال:"سنتمكن من أخذ بعضهم مرة أخرى من الأماكن التي غادروا منها. لن يكون الأمر سهلاً لكنه سيكون إشارة قوية إلى أن الأمر لا يستحق المخاطرة ثم إعادتهم مرة أخرى إلى أوطانهم". ووصل عدد صغير جداً من المهاجرين الآخرين أغلبهم من الإريتريين قادمين من ليبيا إلى شرق تونس حيث تقاتل قوات معمر القذافي المعارضين منذ ستة أسابيع والتعرض لضربات جوية غربية تستهدف حماية المدنيين في الصراع. وبعد أن واجه انتقادات مريرة لتقاعسه عن اتخاذ إجراء مع تفاقم الأزمة منذ بداية العام قدم برلسكوني سلسلة من الوعود التي تراوحت بين المساعدة في إنشاء ملعب غولف في لامبيدوسا إلى اقتراح ترشيح الجزيرة للفوز بجائزة نوبل للسلام. ويبلغ عدد سكان لامبيدوسا خمسة آلاف نسمة.