مع تعثر عملية السلام، يعول الفلسطينيون على"نشاطهم الدولي"خصوصاً في الاممالمتحدة وعلى المصالحة الداخلية بين حركتي فتح وحماس المتنازعتين لدفع قضيتهم قدماً. وقال المفاوض الفلسطيني نبيل شعث للصحافيين:"نحن حالياً في فترة هدنة، لكن وقف اطلاق النار السياسي سيتوقف في 26 كانون الثاني يناير المقبل". وأضاف:"اذا لم تجمد اسرائيل المستوطنات واستمرت برفض التفاوض على حدود العام 1967 بحلول ذلك الوقت، فإننا سنستأنف حملتنا الدولية". وكان شعث يشير الى الوعد الذي حددته اللجنة الرباعية الدولية للإسرائيليين والفلسطينيين لتقديم مقترحات مفصلة في شأن الحدود والامن من اجل التوصل الى تسوية سلمية. ويقول المفاوضون الفلسطينيون إنهم"ردوا بإيجابية"على الرباعية وقدموا مقترحاتهم وانتقدوا إسرائيل لعدم فعلها الشيء نفسه. إلاّ أن المسؤولين الإسرائيليين وبدعم من الولاياتالمتحدة، أوضحوا أنهم لا يريدون الكشف عن مقترحاتهم الا في اطار المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين، متهمين اياهم"بمقاطعة"المحادثات. وكانت اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الاوسط الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي والأمم المتحدة وروسيا دعت في 23 ايلول سبتمبر بعد تقديم طلب عضوية دولة فلسطين في الاممالمتحدةالفلسطينيين والاسرائيليين الى الاجتماع في غضون شهر للاتفاق على جدول اعمال تفاوضي والالتزام بالوصول الى اتفاق"في موعد لا يتجاوز نهاية 2012". وطلبت اللجنة الرباعية من الطرفين تقديم"اقتراحات متكاملة بحلول ثلاثة شهور في شأن الأمن والأراضي مسالة الحدود على أن يحرزا تقدماً جوهرياً خلال ستة شهور". ويلقي الطرفان اليوم اللوم على الآخر لفشلهما في استئناف المحادثات. ولا ينتظر الفلسطينيون في الحقيقة الكثير من اللجنة الرباعية الدولية التي يرون انها خاضعة للسيطرة الاميركية ويعتبرون ممثلها الخاص توني بلير"يتحدث احياناً مثل ديبلوماسي إسرائيلي". وقال حسام زملط نائب مفوض العلاقات الدولية لحركة"فتح"في مقابلة مع وكالة"فرانس برس":"هذه رباعية لها رئيس واحد"، منتقداً"الاحتكار الاميركي لعملية السلام". وأضاف:"نرى جيداً العملية... لكن ليس السلام". وبحسب زملط، فقد الكثير من الفلسطينيين الامل في هذه العملية"التي لم تؤد بنا الى اي مكان"منذ انطلاقها قبل عشرين عاماً في مؤتمر مدريد وإكمالها في اتفاقات اوسلو 1993. ويرى شعث انه"لم يكن هناك أبداً عملية سلام حقيقية إلا في السنوات الاولى حتى اغتيال إسحق رابين رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق في 1995"، مؤكدا انه"منذ ذلك الحين ماتت عملية السلام ولم يكن هناك اي تطور وضاعفت اسرائيل الاستيطان بينما كانت تفاوض". ويصر شعث على انه"لا يوجد لدينا بديل آخر غير التوجه الى الاممالمتحدة"للحصول على دولة ذات سيادة على حدود حزيران يونيو 1967، مقْسِماً بأن الفلسطينيين"لن يعودوا الى العنف". وتعثرت محادثات السلام بين الطرفين منذ اكثر من عام بعد وقت قصير من انطلاقها في ايلول 2010 بعد انتهاء مهلة العشرة شهور من التجميد الاسرائيلي الجزئي للبناء في المستوطنات ورفض اسرائيل تمديده. وبجانب"النشاط الدولي"الهادف الى"تغيير الوضع الحالي"و"المقاومة الشعبية غير العنيفة"ضد الاحتلال الاسرائيلي، تبدو الاولوية بحسب المسؤولين الفلسطينيين لبناء مؤسسات دولة قابلة للبقاء و"للوحدة الوطنية"بين الفصائل الفلسطينية تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية. وتبدو المصالحة بين حركتي"فتح"و"حماس"، التي تسيطر على قطاع غزة، اكثر القضايا الشائكة. فقد وقعت الحركتان في نيسان ابريل الماضي اتفاق مصالحة أنهى أربع سنوات من الانقسام والقطيعة بين الحركتين، وقد تنضم"حماس"الى منظمة التحرير الفلسطينية المعترف بها دولياً كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني. ويؤكد المفاوض الفلسطيني محمد أشتية، أن"قطار المصالحة غادر المحطة. هو بالتاكيد بطيء بعض الشيء، الا انه سيصل الى وجهته". وينص اتفاق المصالحة، اضافة الى تسوية ملف المعتقلين، على تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم شخصيات مستقلة وتكلَّف الإعداد لانتخابات تشريعية ورئاسية خلال عام.