سخر الرئيس السوداني عمر البشير من معارضيه الذين يتوقعون ربيعاً على غرار الثورات العربية لإطاحة نظام حكمه مؤكداً أن انتظارهم سيكون طويلاً. وأعلن البشير في مؤتمر عام لحزبه في حضور ممثلي قوى سياسية من 27 دولة أن تشكيل حكومته الجديدة الذي تأخر أكثر من أربعة اشهر سيتم خلال الأيام المقبلة بمشاركة واسعة من القوى السياسية، وتعهد بالاستمرار في الحوار مع كل القوى السياسية لتحقيق الاستقرار والسلام والأمن والوصول إلى عقد سياسي تكون ملامحه مادة لدستور البلاد الجديد. وقال إن الذين ينتظرون أن يجئ الربيع العربي إلى السودان سينتظرون طويلاً، موضحاً أن بلاده في ربيع استمر نحو 22 سنة من استيلائه على السلطة عبر انقلاب عسكري في العام 1989 إلى ذلك طالب 62 نائباً في الكونغرس الأميركي الرئيس باراك أوباما بتغير سياسته تجاه الخرطوم وتعزيز الديموقراطية والمساءلة وحماية المدنيين، وجمع كل الأطراف السودانية في عملية واحدة وشاملة لتحقيق السلام وإجراء إصلاح ديموقراطي والتحقيق في الأدلة التي تشير إلى وقوع جرائم حرب في منطقة أبيي المتنازع عليها بين السودان وجنوبه وولاية جنوب كردفان الشمالية المتاخمة لدولة الجنوب. وكشف مساعد المدير العام لجهاز الأمن والمخابرات السوداني اللواء حنفي عبد الله أن نائب مستشار الأمن القومي الأميركي الذي زار الخرطوم أخيراً طرح ثلاثة شروط في مقابل شطب اسم السودان من اللائحة الأميركية للدول الراعية للإرهاب تشمل وقف القصف الجوي على دولة الجنوب وحل مشكلة الحدود بين الدولتين ومعالجة الأوضاع الإنسانية في ولاية جنوب كردفان والسماح للمنظمات الأجنبية بالوصول إلى المنطقة. وكشف حنفي عن مخطط غربي لفصل ولاية النيل الأزرق المتاخمة لأثيوبيا والمحاذية لحدود دولة الجنوب الوليدة وتحدث عن تورط"منظمات وعملاء وجواسيس"في نقل معلومات وتقارير غير حقيقية دفعت واشنطن إلى صوغ مشروع قرار لفرض عقوبات على الخرطوم تشمل حظراً جوياً فوق الأجواء السودانية. من جهة أخرى ينتظر أن يصل إلى الخرطوم اليوم الجمعة، رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل في زيارة تستمر يومين بدعوة من الرئيس عمر البشير.