بانت اليوم بوادر تنفيذ خطة تهجير سكان مخيم أشرف بعد ان التقى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بالممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة في العراق مارتن كوبلر وبحثا ملف معسكر أشرف وضرورة اخلائه في نهاية العام الحالي. فلماذا هذا الاصرار على اخراج سكان معسكر اشرف وعدم التريث لايجاد حلول سلمية بعيداً عن العنف ومنعاً لوقوع كارثة انسانية أخرى بحقهم ؟ لماذا الآن؟ وبالذات تزامناً مع خروج القوات الاميركية من العراق وليس بعد الانتهاء من الانسحاب لماذا الاصرار على قتل الانسانية وعدم الاكتراث لحقوق الإنسان؟ لا مجيب على هذه الاسئلة، والأسباب واضحة، كون المخطط قد وضع من قبل طهران بغطاء اميركي وبتنفيذ من الاحزاب الحاكمة في العراق. ألم تأت أميركا الى العراق بعد ان قطعت آلاف الاميال كي تنقذ الانسانية في العراق على حد قولها ؟! ألم تصورأميركا للعالم وكأن العراق بعبع يطارد الغرب والعرب كي تجعل لها غطاء قانونياً للاحتلال؟ ألم تحشد كل وسائل الاعلام كي تجعل من العراق وكأن الانسانية قد اغتصبت فيه ولا من مغيث؟ فأين أميركا الآن من هذا المخطط الخبيث الذي يجعل قتل الانسانية من حقوق حماية البلد وأمنه وسيادته؟ أليس اهالي مخيم أشرف بشراً حالهم حال أي بشر يريد الحرية والامان؟ فهل يختلفون عن باقي البشر الذين تدافعون عنهم في شتى أنحاء العالم؟ ألا يستحقون الحياة من اجل إحياء قضيتهم؟ فهم أهل قضية حقيقية حالهم حال أي فئة كانت تدافع عن قضيتها وجئتم لمساعدتها من اجل ذلك! فأين انتم اليوم منهم؟ إن إصرار المالكي على إخراج أهالي معسكر أشرف وتحديد نهاية عام 2011 مهلة لغلق المعسكر يمهد الطريق لاستخدام العنف وتكرار المجزرة ويفشل الجهود الدولية لمساعدة العراق في ايجاد حل سلمي لقضية مخيم أشرف. اليوم هناك التزام أدبي من جميع شرفاء العالم أن يهبوا لنصرة الحق والانسانية. عليهم اليوم الوقوف بوجه كل من ينادي بقتل الانسانية. اهالي معسكر أشرف يمثلون الصمود والتحدي بوجه كل الاحزاب الموالية لطهران وللمالكي وأعوانه. يريدون اليوم اعادة ذكرى مجزرة الزركا والفلوجة وتكميم الافواه المنادية بالحق. اليوم لزاماً على الشعب العراقي الوقوف بوجه كل من يقتل الحرية ويستبدلها بالديكتاتورية. أهالي مخيم اشرف اليوم كالجسم العليل الذي ينازع الموت وينتظر قدره في كل لحظة والناس من حوله ينظرون ولا من معين. زياد الشيخلي - بريد الكتروني