استطاع"معرض القاهرة للمعلوماتية والاتصالات"الذي اختتم دورته الثالثة عشرة أخيراً في العاصمة المصرية أن يثبت موقعه المتميّز على خريطة معارض تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المتطورة في المنطقة العربية وشمال افريقيا إذ شاركت فيه نحو 350 شركة وتجاوز عدد زواره نحو 65 ألف زائر. ويشتهر المعرض باسم"كايرو آي سي تي"CAIRO ICT، الذي يختصر اسمه الأصلي"كايرو انفورميشن أند كوميونيكيشنز تكنولوجي"Cairo Information & Communications Techonology. ونال المعرض اهتماماً إعلامياً ورسمياً ضخماً. والمعلوم أن هذه الدورة نظمتها شركة"تريد فايرز انترناشونال"ورعته"الشركة المصرية للاتصالات"مع مجموعة من كبريات الشركات العاملة في المعلوماتية والاتصالات عالمياً ومحلياً. وحضرته وفود تجارية من انكلترا والكويت والسعودية والصين ونيجيريا وجنوب أفريقيا وغانا وماليزيا. واختيرت الأخيرة ضيف شرف هذه الدورة التي رفعت شعار"المعرفة قبل القرار". وأحدثت الدورة الثالثة عشرة تجديداً من خلال مجموعة من المبادرات، منها إبراز فكرة"المنتدى المفتوح""أوبن فورم"Open Forum. واعتمدت هذه الفكرة الجديدة على اتاحة الفرص للشركات العالمية والمحلية لعرض أحدث تقنياتها من خلال عروض عملانية مباشرة، ما أعطى الفرصة للجمهور الواسع كي يشاهد أحدث المستجدات في التكنولوجيا الإلكترونية من خلال تلك العروض التي تميّزت بالسرعة والخفة، من دون أن تهجر الطابع العلمي العميق. الحلول المتنقلة تربط الاتصالات والمعلوماتية احتل موضوع"التنقل""موبيليتي"Mobility مكانة متقدمة في التقنيات التي عرضتها شركات التكنولوجيا الرقمية في المعرض. وبرزت فيه منافسة شرسة بين تكنولوجيا"واي ماكس"Wi Mx وتقنيات الهواتف الخليوية وشبكاتها، بما في ذلك الشبكات الأكثر تقدماً راهناً والتي تحمل اسم"لونغ تيرم إيفوليوشن" Long Term Evolution واختصاراً"أل تي إي"LTE. وشهد المعرض الذي أقيم على مساحة 19 ألف متر مربع، حضوراً لافتاً لشركة"مايكروسوفت"وهي عملاق صنع نُظُم تشغيل الكومبيوتر إذ يدير نظامها الشهير"ويندوز" ما يزيد على 92 في المئة من الحواسيب عالمياً. وطرحت"مايكروسوفت"عدداً كبيراً من المنتجات والخدمات التي تصل الى السوق المصرية للمرة الأولى. وأعلنت عن بعض البرامج المخصصة لحماية العملاء والمستلهكين من مخاطر البرمجيات الضارة، مثل الفيروسات الإلكترونية والبريد الإلكتروني المتطفل"سبام"وغيرها. وفي لقاء مع"الحياة"خلال المعرض، أوضح كريم رمضان مدير عام"مايكروسوفت"في مصر أن شركته أطلقت حزمة ضخمة من التحديثات لمجموعة خدمات مجانية تحمل اسم"ويندوز لايف"Windows live. والمعلوم أن هذه المجموعة تمنح المستخدم موقعاً يستطيع أن يدير منه كل ما يستخدمه في الاتصال مع فضاء الإنترنت الافتراضي، مثل الدردشة بأدوات التراسل الفوري"إنستانت مسجنغ تشات"Instant Messaging Chat، وتصفح من البريد الإلكتروني، ومشاركة الصور والملفات، وأيضاً فحص قائمة المواعيد والبحث عن عناوين الاتصالات في حال حصل عليها من الإنترنت، إضافة إلى الحصول على التحديثات التي يحصل عليها من المواقع التي يزورها. والمعلوم أن شركة"مايكروسوفت"أطلقت مجموعة من التحديثات لنظام"ويندوز"والتطبيقات التي تعمل بالاستناد إليه، خصوصاً متصفح الإنترنت"إكسبلورر"Explorer، بهدف تسهيل نشاطات المستخدمين واتصالاتهم عبر الشبكة العنكبوتية. ويُفترض أن يؤدي ذلك الأمر إلى جعل الاتصال مع الإنترنت أكثر سرعة ومرونة، ومنح المستخدمين المزيد من قدرات تنظيم الأعمال والملفات الرقمية التي يختارون أن يضعوها على شبكة الإنترنت. ولفت رمضان أيضاً إلى حدوث تغييرات جوهرية في الشكل والإحساس العام بالتطبيقات مع امكانات واسعة للمستخدم لتعديل شكل التطبيق بما يلائم ذوقه الشخصي، إضافة إلى تحسين طرق عمليات الاندماج في التطبيقات التي تعمل مع نظام"ويندوز"، مثل"ورد"Word و"إكسل"Excel و"باور بوينت"Power Point وغيرها من التطبيقات التي باتت مألوفة لدى الجمهور. وتحدث حسن مسلمي مدير التسويق أيضاً عن إطلاق"مايكروسوفت"مجموعة خدمات"ويندوز لايف". وأوضح أنها تسمح للمستخدم بالاستفادة من خدمات شبكة الإنترنت، خصوصاً تلك التي تُقدم من خلال الخليوي. وبذا، تسمح"ويندوز لايف"باستعمال الهاتف الخليوي مركزاً لإدارة الحياة الرقمية والاستفادة من كل مميزات الاتصال والتواصل. وضرب مثلاً عليها بخدمة"التراسل الفوري عبر الهاتف النقّال"واسمها"ام اس ان موبايل"MSN Mobile التي تعتمد إمكان الوصول إلى بوابة"أم أس أن"الشهيرة عبر الخليوي. وشبّه هذه الخدمة بنظيرتها"لايف سيرش"Live Search التى تسمح بالبحث عن المعلومات المتوافرة على الإنترنت باستعمال الخليوي. وفي"كايرو أي سي تي"أيضاً، عرضت شركة"مايكروسوفت"نماذج تطبيقية لنظام تشغيل الهواتف المتقدمة الذي يحمل اسم"ويندوز موبايل"Windows Mobile. وكما يدير"ويندوز"الكومبيوتر، يُشغّل"ويندوز موبايل"الهاتف النقّال ويتحكم بالتطبيقات التي يمكن أن توضع عليه. ووُصِف هذا النظام بأنه بات الخيار الأساسي لمُصنّعي الهواتف النقّالة الذكية التى تمنح مستخدمها طيفاً واسعاً من القدرات المتطورة. وساندت"مايكروسوفت"مقولاتها بعروض مشتركة عن"ويندوز موبايل"وتطبيقاته، أُجريت بالتعاون مع شركات عالمية متخصصة في صنع الأجيال الجديدة من الهواتف الذكية. وكذلك انتهزت"مايكروسوفت"السانحة لتُذكّر ب"مبادرة البرمجيات الأصلية"التي سارت بها قبل سنوات. واستخدمت الشركة"كايرو أي سي تي"منصة لإطلاق حملة توعية عما تراه من مزايا في البرمجيات الأصلية. كما روّجت الشركة ذاتها لمبادرة"مزايا أوفيس الأصلية"لمساعدة مستخدمي تطبيقات"مكتب مايكروسوفت"Microsoft Office على التأكد من أمن أجهزتهم وسلامتها، وكذلك لحمايتهم من البرمجيات المقلدة وذلك من خلال بث معلومات متجددة عن تلك المبادرة. وتساعد"مزايا أوفيس الأصلية"، وهي برنامج رقمي تتضمنه تحديثات نظام"ويندوز"، الجمهور على التأكد من أصالة البرامج الرقمية التي يستخدمونها، كما تُعينهم على تجنب مخاطر استعمال البرامح الإلكترونية المقلدة. والمعلوم أن رسائل الشركة التي تتضمن برنامج"مزايا أوفيس الأصلية"تصل المستخدم ضمن التحديثات التي تبثها باستمرار، عبر شبكة الإنترنت، دعماً لنُظُم"ويندوز". وتجرى عملية تثبيت هذا البرنامج على الكومبيوتر بصورة اختيارية. وإذا اكتشف هذا البرنامج، من خلال تفحصه للكومبيوتر، أن الجهاز يحتوي على برنامج رقمي غير أصيل من البرامج التي يحتويها"مكتب مايكروسوفت"، يظهر مربع حوار على شاشة ذلك الكومبيوتر يحذر المستخدم من جهة، ويعطيه عدداً من الخيارات للحصول على البرمجيات الأصلية وتأمين جهازه من الجهة الأخرى. وطمأنت الشركة الجمهور بأن رسائلها عن"مزايا أوفيس الأصلية"لا تؤثر في الأجهزة التي تستعمل برامج رقمية أصلية. وكذلك فإنها لا تؤثر في الطريقة التى يعمل بها"مكتب أوفيس"على أجهزة الكومبيوتر الشخصية، ويستطيع المستخدمون الذين يكتشفون أنهم ضحية للبرمجيات المقلدة، إرسال تقرير بالوضع إلى"مايكروسوفت"، ما قد يجعلهم مؤهلين للحصول على نسخة مجانية من"مكتب مايكروسوفت"، لكن هذه الخطوة لا تشمل جميع من يستجيب لما تقترحه تلك الشركة! التعليم التفاعلي المتنقّل شاركت في"كايرو أي سي تي"للمرة الأولى شركة"سمارت تكنولوجيز"SMART Technologies المتخصصة في صنع الوسائل التعليمية التي تستند إلى تقنيات المعلوماتية والاتصالات. وعرضت مجموعة من أحدث منتجاتها مثل"الحاسوب المحمول للطلبة"و"طاولة التعلّم التفاعلي". ويعمل هذان المنتجان الأخيران من خلال برامج رقمية مثبّتة فيها، تديرها رقاقات الكترونية متطورة من صنع شركة"إنتل"Intel العملاقة. وأوضح باتريك ليلوريوكس نائب رئيس شركة"سمارت تكنولوجيز"لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا أن الطلبة في أميركا الشمالية يستخدمون مجموعة من أجهزة الكومبيوتر يومياً أثناء انتقالهم من منازلهم إلى مراكز الحاسوب أو إلى مكتبات مدارسهم وثانوياتهم ثم العودة إلى المنزل مرة أخرى بهدف إنجاز الفروض والأعمال المدرسية. وقد ساعدت منتجات الشركة في التغلّب على مشكلة استعمال أجهزة متعددة، من خلال منتجاتها الذكية. وأمل ليلوريوكس بأن يشهد طلبة الشرق الأوسط نقلة مماثلة، في حال استعمالهم لأجهزة"سمارت تكنولوجيز". ولفت أيضاً إلى أن هذه الصيغة من المعلوماتية النقّالة تعني تقليل المشاكل المرتبطة بالتنوع في أجهزة الكومبيوتر التي يضطر الطالب الى استخدامها في حياته اليومية. وأضاف ليلوريوكس:"يستطيع الطلاب التعاون في إنجاز الدروس التفاعلية وممارسة الألعاب التعليمية وحل مسائل الرياضيات... ومن وجهة نظر الطلاب، يعد مركز التعلّم التفاعلي وسيلة ممتعة وسهلة الاستخدام، أما المعلمون فيعتقدون أنه وسيلة تعليمية ممتازة". نشر في العدد: 16755 ت.م: 17-02-2009 ص: 33 ط: الرياض