أخفقت سياسة تركيا المسماة"صفر مشكلات"مع جيرانها جراء التطورات الاقليمية والرغبة الغربية في تأزيم الديبلوماسية التركية علاقاتها بالدول الجارة. ويبدو ان السياسة التي رسمها وزير الخارجية احمد داود اوغلو تتجه إلى زرع الازمات مع دول الجوار. فالنظرة التركية اليوم الى الحوادث في مصر وتونس وليبيا الآن تختلف عن نظرتها مطلع العام الجاري. ويوم أيقنت أنقرة أن سقوط نظام القذافي آت لا محالة غيرت مواقفها من الثوار الليبيين، في وقت وقفت موقف المتفرج إزاء ما يحدث في الخليج، وانتهجت موقفاً حاداً إزاء حوادث سورية. ووجهت سهام النقد الى حكومة الرئيس بشار الاسد، واحتضنت مؤتمرات المعارضة السورية، ونصبت المخيمات لاستقبال اللاجئين السوريين عل? حدودها مع سورية. فهي تقف في مواجهة الحكومة السورية. وبدأت تركيا تلوِّح بالتدخل، واقترب موقفها من الموقف الاميركي. والتقارب هذا أغضب القيادة السورية وحمل شخصيات حزبية تركية على الاعتراض عل? السياسة الخارجية التركية. وجلي أن أنقرة ابتعدت من نظريات زعيم الديبلوماسية التركية احمد داود اوغلو. فالمشكلات مع ارمينيا عل? حالها، والعلاقة مع سورية تتوتر يوماً بعد آخر، والقلق الإيراني تعاظم جراء قبول نصب الدرع الصاروخية الغربية في الأراضي التركية، في وقت تراوح القضية القبرصية مكانها. وثمة اتجاهان في تركيا للتعامل مع التطورات السورية، الاول يرمي الى استغلال الاصلاحات التي تنفذ استجابة للضغوط التركية من اجل صوغ العلاقة مع سورية صياغة تخدم مصالح أنقرة، والثاني يفترض قدرة تركيا على تغيير النظام السياسي السوري. مناورات الجيش التركي على مقربة من الحدود السورية هي رسالة واضحة لسورية والاطراف المعنية بهذا الملف، مفادها أن أنقرة تؤدي دوراً رئيسياً ومحورياً في المنطقة. لكن تركيا تجازف بمستقبل علاقاتها مع الدول الاقليمية. ويخلف استقرار الاوضاع السياسية في سورية في المرحلة المقبلة أثراً سلبياً في علاقة دمشقبأنقرة، وقد يفضي الى القطيعة بينهما. فتعدل دول الجوار عن التقارب مع تركيا. *معلّق، عن موقع"ديبلوماسي ايراني"الايراني، 9/10/2011، إعداد م.ص.