قرر مقتدى الصدر البقاء في النجف ومواصلة دراسته في حوزتها، وأشارت مصادر مقربة انه سيلقي كلمة غداً يوضح فيها مسيرة تياره المستقبلية وسبب عودته من إيران. وكان الصدر وصل ظهر الأربعاء، إلى مطار النجف، على متن طائرة لنقل المسافرين بعد غياب دام أكثر من ثلاث سنوات ونصف السنة، وتوجه إلى منزل والده في منطقة الحنانة، وسط النجف قبل أن يزور لاحقاً ضريح الإمام علي وسط المدينة. وتجمع المئات من أنصار الصدر أمام منزله منذ يومين، لرؤيته. ما اضطره الأربعاء إلى تغيير مسار موكبه خلال زيارته مرقد الإمام علي. ولام الصدر في بيان امس أنصاره لتجمهرهم حوله وترديد شعارات اعتبر أنها تضر به وبسمعة أنصاره. وقال"أدعوكم إلى الانضباط أثناء قيامي بالشعائر الدينية والأمور العامة، وعدم ترديد الهتافات الزائدة والتدافع".پ وأضاف أن"ما حصل يوم أمس اول من امس أضرّ بي وبسمعتكم، وسمعة بيت الصدر أمام الآخرين".پ وأشار مصدر مقرب من الصدر إلى انه"يسعى خلال المرحلة المقبلة إلى جعل تياره سياسياً دينياً ثقافياً". وقال المصدر ل"الحياة"إن"الصدر سيلقي كلمة السبت يوضح فيها مسيرة تياره المقبلة والسبب وراء عودته من إيران"واستبعد المصدر أن يلقي الصدر خطبة الجمعة اليوم. وقال إن الصدر سيكمل دراسته الحوزوية في النجف بدلاً من قم الإيرانية التي قضى فيها السنوات الثلاث الماضية. وقال إن"حوزة النجف فيها اكبر علماء الدين للمذهب الشيعي". ومن المقرر أن يلتقي الصدر المرجع علي السيستاني خلال الأيام المقبلة. وتلقى الصدر قبل عودته ضمانات وتطمينات أكدت أن الأميركيين ليس بوسعهم اعتقاله بسبب تغير طبيعة مهمتهم في العراق". ويعتبر الصدر من أبرز المعارضين للوجود الأميركي في العراق، وخاضت المجموعة المسلحة التابعة له"جيش المهدي"معارك ضارية مع الجيش الأميركي عام 2004". وحصل التيار الصدري في الانتخابات النيابية الأخيرة على 40 مقعداً نيابياً من أصل 325 مقعداً، ما جعل منه لاعباً أساسياً على الساحة السياسية العراقية في مفاوضات تشكيل الحكومة، وساهم في شكل كبير في تولي المالكي رئاسة الحكومة لولاية ثانية.