أعلن رئيس الوزراء الألباني صالح بيريشا، غداة تظاهرة دموية نظمها محتجون للمطالبة باستقالة حكومته بسبب مزاعم بالفساد وأسفرت عن مقتل ثلاثة اشخاص وجرح 33 آخرين بينهم 17 شرطياً، ان المعارضة تسعى الى اشعال ثورة على غرار الثورة التونسية. وقال بيريشا تعليقاً على اسوأ اعمال عنف في البانيا منذ اقتحام مقر الحكومة بعد موت نائب عام 1998 :"يكرر المتظاهرون السيناريو التونسي"، مشبهاً خصومه الاشتراكيين بالرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي. وزاد:"البانيا ليست في حال طوارئ، ولن تنتقل اليها. لكن لن نتغاضى عن سيناريوات العنف". واكد ان القتلى الثلاثة"سقطوا برصاص اسلحة خفيفة اطلقتها مسدسات لا تملكها الشرطة"، محملاً منظمي التظاهرة المسؤولية الكاملة عن الحوادث التي ادت الى سقوط ضحايا، علماً ان التظاهرة جاءت بعد اسبوع على استقالة نائب رئيس الوزراء ايلير ميتا على خلفية ضلوعه في قضية فساد. واحتشد حوالى 20 الفاً من انصار الحزب الاشتراكي المعارض خارج مكتب رئيس الوزراء، وقذف بعضهم المبنى والشرطة بحجارة وعصي واحرقوا سيارات بعضها للشرطة التي ردت باستخدام غاز مسيل للدموع ورصاص مطاطي ومدافع المياه وقنابل يدوية صاعقة لشل الحركة. وبعد نحو ثلاث ساعات من الاشتباكات، نجحت شرطة مكافحة الشغب في تفريق المحتجين والسيطرة على الشارع. وأظهرت لقطات تلفزيونية شرطيين يطاردون محتجين ويضربونهم بهراوات. وناشد زعيم المعارضة ادي راما المحتجين الهدوء، وقال إنه طلب من مشرعي الحزب الاشتراكي دعوتهم إلى العودة إلى بيوتهم للحفاظ على ارواجهم من"استفزازات"الشرطة. وقال"نريد حلاً سياسياً للأزمة التي نتجت من رفض المعارضة قبول نتائج الانتخابات البرلمانية التي اجريت في حزيران يونيو 2009، وفاز بها الحزب الديموقراطي بزعامة بيريشا بفارق بسيط، واصرارها على تنظيم انتخابات جديدة. وخلال مراسم تشييع القتلى، حمّل راما رئيس الوزراء مسؤولية سقوط قتلى، متعهداً تنظيم مزيد من التظاهرات. وقال:"ستنظم المعارضة يوم حداد، لكن بعد تكريم القتلى في استعراض للحرية والعدالة نؤكد لبيريشا اننا سنتصدى له بكل ما نشعر به من مسؤولية تاريخية ومدنية للتخلص من هذا النظام اللصوصي الذي لا يطاق". اما الرئيس بامير توبي فدعا إلى الهدوء مطالباً السياسيين باستئناف الحوار. وأبدت بعثات الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ومنظمة الأمن والتعاون في اوروبا أسفها الشديد لأن التظاهرة في تيرانا"لم تكن سلمية"، مؤكدة ان الحق في التظاهر من الحريات الاساسية. واضافت في بيان مشترك:"لا يمكن تبرير العنف والاستخدام المفرط للقوة ويجب تجنبهما. ندعو كل الأطراف إلى الهدوء وضبط النفس، والامتناع عن الاستفزازات". ولاحقاً، أسفت واشنطن لسلوك الازمة السياسية في البانيا منحى العنف، و"اعتماد خطاب استفزازي". وقال فيليب كراولي الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية:"ندين العنف في تيرانا. ونأسف لأن الدعوات الى الهدوء لم تؤخذ في الاعتبار". واعتبر ان"اعتماد خطاب استفزازي والإيحاء بإمكان التساهل مع العنف هما أسوأ ما يمكن تقديمه الى الشعب الالباني الذي يستحق افضل من ذلك".