تراجعت عائدات صفقات الاكتتاب في منطقة الشرق الأوسط بنسبة 9 في المئة خلال النصف الأول من العام الحالي، مقارنةً بالفترة ذاتها من العام الماضي، وانخفضت بدورها مقارنة بمطلع عام 2008، ما يعكس مواصلة مسيرة تراجع الاكتتابات في المنطقة، متأثرة بتداعيات أزمة المال العالمية. وأكد تقرير أصدرته مؤسسة"إرنست أند يونغ"عن صفقات الاكتتاب الإقليمية، أن أسواقها واصلت أداءها المنخفض، إذ سُجل 11 صفقة صغيرة الحجم بقيمةٍ إجمالية بلغت بليون دولار في النصف الأول من العام الحالي. وعلى غرار العام الماضي، هيمنت شركات التأمين السعودية خلال النصف الأول، على نشاط أسواق الاكتتاب الإقليمية، في ظل التزامها بالقوانين المحلية الناظمة التي تفرض عليها طرح أسهمها للاكتتاب خلال مدة زمنية محددة. وعلى رغم الإعلان عن إمكان تسجيل أكثر من مئة صفقة اكتتاب في النصف الثاني من العام الحالي، توقع التقرير تنفيذ عدد قليل منها. وأشار الى أن عائدات الاكتتابات الإقليمية بلغت 590.6 مليون دولار خلال الربع الثاني، مقارنةً ب 420.5 مليون في الربع الأول، وبنسبة نموٍ بلغت 40.5 في المئة في إجمالي رأس المال المسجل. ورصد رئيس خدمات الاستشارات لدى"إرنست اند يونغ"الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فل غاندير"توجهاً إلى ابتعاد السوق عن الحد الأدنى من دورتها، على رغم عدم ارتقاء الأرقام الحالية إلى مستويات ما قبل الأزمة". وأشار الى تركز نشاطات الاكتتاب خلال الأرباع الثلاثة الأخيرة في شكلٍ خاص في السعودية والأردن وقطر ومصر وسورية. وأوضح التقرير أن اكتتاب شركة"مدينة المعرفة الاقتصادية"السعودية استحوذ على الحصة الأكبر من حصيلة اكتتابات الربع الثاني بواقع 272 مليون دولار، أي 46 في المئة من القيمة الإجمالية للاكتتابات. وجاء إصدار شركة"جهينة"للصناعات الغذائية المصرية بقيمة 176.4 مليون دولار في المرتبة الثانية، ثم شركة"الحسن غازي إبراهيم شاكر"السعودية بقيمة 137.2 مليون دولار في المرتبة الثالثة، وشركة"الشام للصرافة"السورية بقيمة 2.7 مليون دولار في المرتبة الرابعة وإصدار شركة المتحدة للصرافة السورية في المرتبة الخامسة بقيمة 2.4 مليون دولار. ولاحظ غاندير ظهور بعض معالم الحياة في أسواق الاكتتابات الإقليمية، متأثرة بثقة المستثمرين السعوديين وسعي بعض شركات التأمين الى جمع الأموال أواسط العام الماضي. لكن توقع أن تبقى الاكتتابات في منطقة الشرق الأوسط ضمن المستويات الحالية ما لم تتحسن ثقة المستثمرين. وفي المقابل، ارتفع نشاط أسواق الاكتتابات العالمية في الربع الثاني مع طرح 76 اكتتاباً جديداً، مقارنة ب52 في الربع السابق. وتضاعفت قيمة الصفقات سبع مرات لترتفع من 1.4 بليون دولار إلى 9.9 بليون. إلا أن هذا النشاط كان منخفضاً بحدة عن مستوياته في عام 2008 الذي شهد ربعه الثاني طرح 269 اكتتاباً بقيمة 38.2 بليون دولار. وتعتبر صفقة"فيزانِت"البرازيلية البالغة قيمتها 3.7 بليون دولار، أكبر اكتتاب عالمي حتى الآن هذا العام والأكبر في تاريخ البرازيل. وقال المدير العالمي لمبادرات الاكتتاب في"إرنست أند يونغ"غيل فورير:"شهدنا ارتفاعاً ملحوظاً في نشاط الاكتتابات خلال الربع الثاني من هذا العام، إلا أن العائدات المحققة لا تزال متواضعة أمام الأرقام التي سجلتها السنة الماضية. وأضاف:"تميل الاكتتابات الناجحة عادة للظهور بعد مرحلة ركود... إنها فترة مناسبة لشركات المشاريع النشطة". من ناحية أخرى، ينظر في بعض الأحيان إلى إنجاز اكتتابات زيادة رأس المال في الشركات العامة كمؤشر الى انتعاش سوقها. فقد شهد الربع الثاني من هذا العام نمواً في عدد صفقات اكتتابات زيادة رأس المال بنسبة تخطت 100 في المئة، إذ ارتفع من 612 صفقة إلى 1361، محققاً نمواً في عائدات الاكتتابات من 101.1 بليون دولار إلى 284.2 بليون.