تضيق موسكو على أهلها وروادها. فعدد سكانها 12 مليون نسمة. وكثافة السكان فيها تبلغ 10 آلاف شخص في الكلم المربع. وهذه نسبة تفوق الكثافة السكانية في سنغافورة وهونغ كونغ. فالحشود تتلاصق في المترو، وحركة السير على الطرقات يشلها الزحام. والحدائق مكتظة بالناس والرواد. فقررت بلدية موسكو إنشاء عاصمة ثانية ورديفة تحت الأرض. وبدأت أعمال المدينة في ساحة بوشكين التي تُشق الأنفاق تحتها، ويشيَّد فيها مركز تجاري. وفي نهاية الشهر المنصرم، قطعت طريق ساحة النصر، وبدأ العمل في إنشاء موقف سيارات تحت الارض. وأعلن مسؤول التنظيم المُدُني في العاصمة، سيرغي تاتشنكو، أن مدينة جديدة ستمتد تحت موسكو، وأن شبكة المواصلات الجديدة في"بطن الارض"تغني الركاب عن استخدام الطرقات"على وجه الأرض". فلا يضطر الذاهب الى عمله الى الخروج من طرقات تحت الارض لبلوغ عمله. ووعد المسؤولون سكان موسكو بتشييد ساحات مضاءة، ومكاتب ومراكز تجارية، ومتاحف تحت الارض. وتبدأ الاعمال في أمكنة يرى المستثمرون انها استراتيجية. فهي تقع على مقربة من محطات المترو والمراكز التجارية والساحات العامة. وتستقبل المدينة الجديدة مطاعم ومقاهي وصالات سينما ومراكز رياضية. وقد يبدو المشروع هذا جذاباً على الورق. ولكن بماذا يشعر المرء اذا جلس في مقهًى يعلوه آلاف الأطنان من الاسمنت والارض؟ ويقول أندريه كوليسنتشنكو، مدير مجمع تجاري تحت الارض في محطة اوخوتني رياد:"في البدء، شعرت بالضيق والانزعاج. فهنا المكان على عمق يبلغ نحو 18 متراً. ولكن، بعد أيام، اعتدته، فالتهوئة جيدة، ويوم كانت المدينة فوق الارض تختنق نتيجة نيران الحرائق ودخانها، كنا نحن نتنشق الهواء النقي. وفي السابق، كنت أعمل في متجر كبير يخلو من النوافذ، وتضيئه المصابيح الكهربائية. لذا، اعتدت الإضاءة الاصطناعية". وتسعى السلطات العامة في إنشاء شبكة سراديب متصلة بمحطات المترو. والسراديب لن تشق، فهي مجموعة كهوف تحت الأرض ومليئة بالنفايات والجرذان. ويفترض وصلها بمحطات المترو تنظيفها وترميمها. فتصير بمثابة ممرات مشاة تحت الارض يصلها الناس مباشرة من المباني السكنية. وصاغ مصممو المشروع مخططاً للمدينة يقسمها الى طبقات تحت الارض. والمستوى الاول منها يقع على عمق 20 متراً من السطح. وفيه ممرات واسعة للمشاة ومتاجر. وفي المستوى الثاني، على عمق بين 20 و40 متراً، تشيد شركات ومكاتب. ويتوقع أن ينتقل 30 في المئة من شركات الخدمات و70 في المئة من مواقف ركن السيارات، و80 في المئة من المستودعات، الى العاصمة السفلية الجديدة. * صحافي، عن"كومسومولسكايا برافدا"الروسية، 10 /9/ 2010، إعداد م. ن.