شهدت الأيام الأخيرة حدّة في لهجة الكلام على المفاوضات بين ايران والدول الغربية، مقرونة بالكلام على التداعيات التي تخلفها مقاطعة اقتصادية تفرضها الولاياتالمتحدة ومجلس الأمن والاتحاد الاوروبي عل? ايران. لكن الذي نريد التأكيد عليه هو اننا لا نر? فرقاً أو فصلاً بين"المفاوضات"و"المقاطعة"، في الوقت الذي لا نغفل فيه وجود ضلع آخر هو"الفتنة"، لتكتمل أضلاع المثلث. وبلوغ فهم واضح للتحركات الأميركية والأوروبية المضادة لإيران يستوجب تقويم أضلاع هذا المثلث،"الفتنة"و"المقاطعة"و"المفاوضات"، واعتبارها رزمة واحدة مطروحة عل? الطاولة. وتجزئة اضلاع المثلث تؤدي ال? اخطاء استراتيجية في التقويم، في الوقت الذي تنظر الدول الغربية ال? الاضلاع الثلاثة باعتبارها اركان نظرية"تدمير ايران". وعل? ذلك، فإن كل ضلع من الاضلاع آلة بيد الولاياتالمتحدة تعترض بها تقدم ايران وتأثيرها في المنطقة. وعندما يتحدث الغربيون على"تدمير ايران"، فهذا اعتراف ضمني بقوة الجمهورية الاسلامية ، وتأثيرها في المنطقة، وتصديها لطموحات الدول الغربية، وهيمنتها عل? شعوب المنطقة. والغريب ان المسؤولين الاميركيين يقرون بأن الملف النووي ما هو الا ذريعة، والمشكلة الاساسية هي تقدم ايران المطّرد في المجالات السياسية والديبلوماسية والاقتصادية والدفاعية. ولكن اميركا واسرائيل عجزتا عن بلوغ اهدافهما في العقدين الماضيين، في الوقت الذي نجحت ايران في التأثير في الملفات الاقليمية والدولية. والقرائن على الترابط بين المفاوضات والمقاطعة وفتنة 2009 ظاهرة: 1. حاول الاميركيون انتهاج سياسة عقيمة ثبت فشلها وهي"المقاطعة من اجل المفاوضات"للتأثير في المفاوض الايراني. وهي توجب ترك الخوض في سياسة تسهم في تعقيد المفاوضات. وأدركت صحيفة"الواشنطن بوست"فشل سياسة العصا والجزرة التي انتهجتها الولاياتالمتحدة ضد ايران. 2. يسعي الاميركيون الى استخدام القرار 1929 ورقة ضغط في مفاوضاتهم مع ايران. وهذا القرار تزامن صدوره مع الذكرى الاولى للانتخابات الايرانية. وأثبتت الوقائع تدخل الولاياتالمتحدة وبريطانيا في تأزيم الأوضاع بإيران، من غير ثمرة. الا أنهم يصرون عل? النفخ في الفتنة الداخلية، واحياء ما تبقي من عناصر الفتنة. وتمكن الايرانيون من دحر الفتنة، ولا يسع المقاطعة اعادة الروح فيها. 3. ادركت الصحافة الأميركية فشل المقاطعة الاقتصادية. ولذلك فهي تدعو ال? دعم المعارضة. 4. فشلت سياسة"تدمير ايران"من طريق المقاطعة. ولم يكن لهذه أثر في المفاوضات ولا في الفتنة، والولاياتالمتحدة ومعها عدد من الدول الأوروبية، عاجزة عن التأثير في الأسرة الدولية، وحملها على مقاطعة ايران. وعلى الولاياتالمتحدة وانصارها ان يعلموا ان مقاطعة ايران في ظل الازمة الاقتصادية العالمية امر صعب المنال ولن يؤدي الا ال? مقاطعة الولاياتالمتحدة. 5. وأخيراً، فإن موافقة الولاياتالمتحدة عل? المفاوضات مع ايران لا يدل عل? قوتها واقتدارها، وانما يدل عل? فشلها في ابتكار اساليب تعامل أخرى، وفي رهاناتهم كلها. * معلق، عن "كيهان" الإيرانية، 1 /8/ 2010، إعداد م. ص.