اتهمت طهران أمس، دولة الإماراتوبريطانيا وألمانيا برفض تزويد طائرات الركاب الإيرانية وقوداً، تنفيذاً للعقوبات الأميركية على طهران بسبب برنامجها النووي، مهددة تلك الدول بمعاملتها بالمثل، وبمقاضاة واشنطن. لكن شركات مطارات دبي وأبو ظبي سارعت إلى نفي ذلك، كما أعلنت وزارة النقل الألمانية أن تزويد الطائرات الإيرانية وقوداً غير ممنوع بحسب العقوبات التي أقرها مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي. ونقلت وكالة الأنباء الطالبية الإيرانية إيسنا عن مهدي علي ياري الأمين العام لرابطة شركات النقل الجوي الإيرانية قوله:"منذ الأسبوع الماضي، تُمنع طائراتنا من التزوّد بالوقود في مطارات بريطانيا وألمانيا والإمارات، بسبب العقوبات التي فرضها الأميركيون". ويشير علي ياري إلى توقيع الرئيس الأميركي باراك أوباما الأسبوع الماضي على عقوبات إضافية أقرها الكونغرس تستهدف خصوصاً عرقلة تزويد إيران بالبنزين والكيروزين ومنتجات نفطية مكررة. ودعا علي ياري منظمة الطيران المدني الدولية إلى التدخل واعتبار"تطبيق هذه العقوبات غير شرعي وانتهاكاً للمعاهدات الدولية"، مشيراً إلى"مشاكل واجهتها"شركتا الطيران في إيران، الوطنية والخاصة. وزاد:"نتيجة لذلك، تُضطر الطائرات الإيرانية إما إلى أخذ الوقود الذي تحتاجه معها من إيران، أو التوقف للتزوّد به في مطارات أخرى تقع على خط طيرانها، ما يضاعف تكاليف الرحلات". ونسبت هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي إلى"وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية"قولها إن الكويت تمتنع أيضاً عن تزويد الطائرات الإيرانية وقوداً. واعتبر كاظم جلالي الناطق باسم لجنة الشؤون الخارجية والأمن القومي في مجلس الشورى البرلمان الإيراني أن"رفض تزويد الطائرات المدنية بالكيروزين عمل عديم الإنسانية ومخالف للقوانين الدولية"، مشيراً إلى أن طهران"تحتفظ لنفسها بالحق في رفع شكوى ضد الولاياتالمتحدة أمام الأممالمتحدة ومنظمة الطيران المدني الدولية". أما النائب حشمت الله فلاحت بيشه فأعلن أن"إيران ستفعل الشيء ذاته مع السفن والطائرات التابعة للدول التي تسبب لنا مشاكل"، داعياً إلى"الرد بحزم على الإجراء الذي اتخذته بعض الدول مثل الإمارات". وإذ يؤشر إعلان طهران في هذا الشأن، إلى أن العقوبات بدأت تؤثر على الاقتصاد الإيراني، أكد الرئيس محمود أحمدي نجاد أن هذه"العقوبات اللاإنسانية لن يكون لها أي تأثير على الأمة الإيرانية. نعدكم بأنهم الغربيين سيقولون بعد سنة انهم أخطأوا". في المقابل، نفت شركات مطارات دبي وأبو ظبي ما أعلنته طهران، كما أعلنت سلطة الطيران المدني في الإمارات التي تشرف على القطاع في الدولة، أن لا علم لديها برفض تزويد الطائرات الإيرانية وقوداً. وأكد مصدر مسؤول في شركات مطارات دبي ل"الحياة"أن شركات الطيران الإيرانية التي تحطّ في مطار دبي، لا تزال تحظى بخدمة التزوّد بالوقود. ونقلت وكالة"رويترز"عن ناطقة باسم شركة مطارات أبو ظبي تأكيدها أن الشركة مستمرة في تزويد الطائرات الإيرانية بالوقود. وقالت:"لدينا عقود مع طائرات الركاب الإيرانية، ونحن مستمرون في السماح لها بإعادة التزود بالوقود". نشر في العدد: 17259 ت.م: 06-07-2010 ص:الأولى ط: الرياض