حذرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة لهيئة الاممالمتحدة فاو أمس، من وجود نحو 9.8 مليون شخص يواجهون الجوع في النيجروتشاد، إضافة إلى آلاف مهددين بالجوع شمال بوركينا فاسو وشمال شرق مالي. وأفادت"فاو"بأنها تكثف مساعدتها إلى مربي الأغنام والماشية في النيجروتشاد، في ظل تصاعد أزمة الغذاء الناجمة عن ندرة هطول الأمطار العام الماضي. وأضافت أن انتشار الجفاف في منطقة الصحراء، والتي تعرف أيضاً باسم الساحل، أدى إلى انخفاض كبير في الإنتاج الزراعي وجفاف المراعي التي تعتمد عليها الماشية في غذائها. وأظهرت عمليات مسح أجرتها الأممالمتحدة والحكومات في معظم الدول الواقعة شرق منطقة الصحراء، تفشي سوء التغذية إلى ما فوق 16 في المئة، ما يتخطى الحاجز الحرِج المحدد من قبل منظمة الصحة العالمية. وقالت منسقة"فاو"في غرب أفريقيا فاطومة سيد إن"الوضع في المنطقة يبعث على القلق بحق". كما أن 70 في المئة من الماشية تقريباً في خطر ما لم يتأمن لها العلف قريباً. وإزاء هذا"الوضع المتدهور"في النيجر التي سبق أن واجهت أزمة غذاء كبرى في 2005، تدشن"فاو"8 مشاريع بقيمة 12.7 مليون دولار لمساعدة نحو 2.6 شخص. ويساهم في المشاريع كل من الاتحاد الاوروبي وبريطانيا وإسبانيا وبلجيكا والصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ التابع للأمم المتحدة. وتشمل الشراء الفوري ل 7850 طناً من الأعلاف وتوزيعها و2500 طن من الحبوب وبذور محاصيل الخضر والأسمدة. وأعلن برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، عن زيادة هائلة في حالات سوء التغذية في النيجر هذا العام، مضيفاً أنه سيزيد في شكل عاجل إمدادات الغذاء للأطفال الصغار هناك. وقالت الناطقة باسم البرنامج كارولين هارفورد إن جهود الإغاثة تركز على تأمين الطعام المفيد للأطفال دون الثانية من العمر، وتوزع حصصاً أخرى على أسرهم. وأضافت أن البرنامج يؤمن الغذاء لنحو ثمانية ملايين شخص في النيجر، التي تعاني بسبب الجفاف الشديد ما تسبب في نفوق الماشية وتدمير المحاصيل. وقدّر مسؤول الإغاثة الإنسانية في الأممالمتحدة جون هولمز أن نصف سكان النيجر يعاني من نقصٍ في الغذاء، ما يوازي أكثر من 7 ملايين نسمة. وأشار إلى أن الأزمة لا تقتصر على النيجر، فهناك 1.6 مليون شخص في تشاد و600 ألف في مالي و300 ألف في موريتانيا يحتاجون إلى إغاثة عاجلة. وكانت الأممالمتحدة خصصت مساعدات للنيجر بقيمة 190 مليون دولار لكنها نظراً إلى الأزمة الإنسانية المتفاقمة، رفعت مخصصاتها إلى نحو 371 مليون دولار. من جهةٍ أخرى أعلنت الحكومة التشادية أن الإنتاج الزراعي تناقص 11.5 في المئة في البلاد مقارنة بالموسم السابق.