يقيم مركز بيروت للفن معرضاً بعنوان"شاهد"وهو المعرض الفردي الأول في لبنان للفنانة الفلسطينية - البريطانية منى حاطوم. عُرفت منى حاطوم للمرة الأولى على نطاق واسع في منتصف الثمانينات عبر سلسلة من الأدائيات وأعمال الفيديو ركّزت على الجسد. منذ بداية التسعينات تحوّل عملها أكثر فأكثر نحو التجهيزات والمنحوتات المكبّرة الهادفة الى زجّ المشاهد في الانفعالات المتضاربة للرغبة والنفور، للخوف والانبهار. يعالج عملها مفاهيم التشرُد والقلق والصراع من خلال استخدام أشياء منزلية أليفة تتحوّل منحوتات غريبة وفي بعض الأحيان مهدِّدة. يضم المعرض، الذي يأتي في أعقاب إقامة الفنانة خمسة أسابيع في بيروت، آخر أعمالها، فضلاً عن عدد من الأعمال الجديدة المطوّرة من أجل مركز بيروت للفن."شاهد"2009 هو العمل الذي يعطي هذا المعرض اسمه، وهو اقتباس مصغر من البورسلين لنصب ساحة الشهداء في وسط بيروت. وقد حُوِّل تحفة تزيينية إلا أنه مع ذلك يستنسخ بأمانة تشويه النصب التذكاري برصاص وقذائف من الحرب الأهلية التي"شهدها". اما"حب القلق"2009 فعمل آخر يلعب على المقاييس. وهو في هذه الحال تكبير للمسبحة، أو"خرز القلق". وقد كُبِّرت كريات المسبحة وصولاً الى حجم كرات المدفع. وثمة عمل آخر من الحجم الكبير بعنوان"مستغلِق"2009 - 2010، هو مكعب دقيق ومزعزع التعليق، مصنوع كلياً من الأسلاك الشائكة، في مقاس معدل بحيث يناسب فضاء مركز بيروت للفن. ويشمل المعرض أيضاً عمل"مصباح"2006 - 2007 وهو فانوس دوار يبدو مسلياً، لكن صور الجنود الزاحفين المبثوثة في أنحاء الغرفة تعطي العمل قراءة مشؤومة. ويشمل المعرض"مدن ثلاثية الأبعاد"2008 - 2009، عمل يتألف من خرائط مطبوعة لبيروت وبغداد وكابول مع أجزاء مقتطعة تولِّد مناطق مقعرة ومحدبة في إشارة الى دورة التدمير وإعادة الإعمار التي دخلت فيها هذه المدن، ولا تزال. تمثل الأعمال المنتجة في لبنان امتداداً لعمل حاطوم على موضوعات تناولتها طوال مسيرتها الفنية بما في ذلك محيط جديد من قطع أثاث عُثِر عليها وحُوّلت لخلق"منظر داخلي"شخصي، ورسم لخريطة العالم على ألواح زجاج ملقاة بلا استقرار على الأرض، وكأنها ستزحل. ولدت منى حاطوم لعائلة فلسطينية في بيروت عام 1952، وتعيش وتعمل حالياً في لندن وبرلين. درست في معهدي بيام شو وسيلد للفنون الجميلة في لندن. وشاركت في عدد كبير من المعارض المهمة ومنها: جائزة ترنر 1995، بينالي البندقية 1995 و2005، بينالي اسطنبول 1995، دوكومنتا الحادي عشر 2002، بينالي سيدني 2006، ترينالي أوكلاند الثالث 2007، كوادرينالي كوبنهاغن للفن المعاصر 2008، وتتوزع معارضها الفردية على باريسولندن واستوكهولم وسيدني وبايجينغ والبندقية. والمعرض يرعاه المجلس الثقافي البريطاني والصندوق العربي للثقافة والفنون ويستمر حتى 9 أيلول سبتمبر 2010.