توقع الاتحاد الدولي للنقل الجوي اياتا، أن يعوض قطاع الطيران جزءاً من خسائره التي تكبدها منذ اندلاع أزمة المال العالمية وانفجار"بركانايسلندا"، والتي سبق وقدرتها المؤسسة العالمية بنحو 2.8 بليون دولار. وتوقع رئيس"اياتا"جيوفاني بيسيناني، أن يحقق قطاع الطيران العالمي خلال السنة الحالية أرباحاً صافيه بنحو 2.5 بليون دولار، في ظل عوائد تتجاوز 545 بليوناً في مقابل 483 بليوناً السنة الماضية. وأشار خلال الاجتماع السنوي للاتحاد عقد في برلين أمس، إلى أن"قطاع الطيران بدأ يتعافي من تداعيات الأزمة وفي أسرع مما كان متوقعاً، في ضوء عودة الحياة إلى القطاع، بعد أزمات متتالية منذ عام 2008، من انتشار وباء"سارس"إلى الأزمة العالمية"وانفجار"بركانايسلندا"، وارتفاع أسعار النفط. ويبدو أن المنطقة العربية بدأت تعتبر من بين الدول المحركة لدورة الانتعاش المتوقعة، حيث رجح نائب رئيس"اياتا"لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مجدي صبري في تصريح الى"الحياة"، أن تحقق شركات الطيران العربية خلال السنة أرباحا تتجاوز 100 مليون دولار، بعد أن كانت توقعات المؤسسة ترجح خسائر تتجاوز 400 بليون جراء تأثرها بتداعيات الأزمة و"بركانايسلندا"الذي أدى إلى إلغاء نحو 100 ألف رحلة طيران مرتبطة بدول أوروبا خلال ستة أيام. وأشار إلى"أن تركيز شركات الطيران العربية على خدمة المنطقة بعيداً من المناطق المتأثرة مباشرة من"بركانايسلندا"، جنّبها تكبد خسائر كبيرة، وحوّل الخسائر إلى أرباح"، علماً أن خسائر المنطقة من تداعيات الأزمة العالمية تجاوزت 500 بليون دولار. وأكد أن أرباح شركات الطيران العربية لهذه السنة تعتبر الأكبر منذ 2005، في ضوء توقعات ارتفاع معدل الناتج المحلي في المنطقة بعدل 4.3 في المئة، ما يؤهلها إلى زيادة حصتها في حركة السفر، من خلال العمل كمركز للحركة إلى أوروبا وآسيا. وعلى رغم الانتعاش النسبي لقطاع الطيران العالمي، فإنه لم يعوض بعد خسائره التي تكبدها منذ مطلع 2008، بحيث تجاوزت عوائده قبل اندلاع الأزمة 564 بليون دولار، ليصل معدل تراجع عوائد القطاع في أكثر من عامين 80 بليون دولار. وأشار بيسينياني إلى أن الأرباح المتوقعة للقطاع خلال السنة تعوض فقط 0.5 في المئة من حجم التراجع منذ مطلع 2008، إضافة إلى أن بعض الدول لا يزال يعاني من تداعيات الأزمة و"بركانايسلندا"خصوصاً دول الاتحاد الأوروبي. ويتوقع أن تستمر في تحقيق خسائر، ما"يجعل التفاؤل في شأن القطاع مشوباً بالحذر". وعلى رغم ضعف الاقتصاد الأوروبي واحتمال تأثيره على حركة القطاع، عدل الاتحاد الدولي من توقعاته السابقة، فتوقع بيسينياني أن ترتفع حركة المسافرين بمعدل 7.1 في المئة عوضاً عن 5.6 في المئة، وان تزداد حركة الشحن 18.5 في المئة عوضاً عن توقعات سابقة بزيادته 12.0 في المئة فقط. ورجح أن يشهد القطاع زيادة في قدرته التشغيلية، وأن تستلم شركات الطيران نحو 1340 طائرة جديده هذه السنة، منها 500 طائرة لاستبدال طائرات قديمة. وفي ضوء هذا التفاؤل، توقع بسينياني ان تصل أرباح القطاع خلال السنوات العشر المقبلة إلى 100 بليون دولار وان يستقطب عوائد تتجاوز تريليون دولار سنوياً. لكن أكد أن تحقيق هذا الهدف يتطلب تعاون الحكومات مع القطاع من طريق تعديل القوانين وعدم المغالات في الضرائب التي تثقل كاهل شركات الطيران، وتحد من قدرتها على المنافسة، إضافة إلى الاستثمار في الطاقة البديلة ما يخفف عبء أسعار الوقود التي تشكل أكثر من 35 في المئة من كلفة التشغيل. نشر في العدد: 17231 ت.م: 08-06-2010 ص: 25 ط: الرياض