لم أشعر بالحسرة على غياب أي منتخب عن نهائيات كأس العالم في نسخته الحالية في جنوب أفريقيا كحزني وحسرتي على غياب منتخب مصر عن هذا المونديال. بطبيعة الحال شعرت بالحسرة والألم على غياب منتخبنا الوطني عن هذا المونديال وعن فرصة تسجيل رقم آسيوي وعربي ببلوغ نهائيات كأس العالم للمرة الخامسة على التوالي، لكن لن نهدر الوقت بالبكاء على اللبن المسكوب، فرحلة البناء والعطاء لا تتوقف على هنة أتت بفعل الزمان أو بظروف المكان، لكن منتخب مصر الذي وقف موقف الند لأبطال القارات في البلد نفسه قبل عام من الآن وهزم بطل العالم منتخب إيطالي وأحرج منتخب البرازيل، وكان رجال مصر في قمة حضورهم وتوهجهم الفني والبدني، هو الذي حاصرني بهذا الشعور وأنا أشاهد مستويات باهتة وأداء هزيل في مباريات مونديال هذا العام. وبعد مشاهدتي لمباريات مونديال كأس العالم بنسخته الحالية شعرت بالحسرة فعلاً على غياب المنتخب العربي الكبير منتخب مصر الذي أدهش متابعيه في السنوات القليلة الماضية وهو يتربع على عرش القارة الأفريقية بكل جدارة واستحقاق، كان تأهل منتخب مصر لنهائيات كأس العالم في جنوب أفريقيا من الممكن أن يكون رقماً صعباً في هذه البطولة بالذات، وبتوليفة مصرية عربية من الألف إلى الياء، وبمستويات لا نقول إنها خيالية ولكن لا تخلو من الإبداع والروعة قياساً بما شاهدناه من مستويات للمنتخبات المتأهلة إلى الآن، ولعنة الأهلي والزمالك وسيطرة القلعتين على الأخضر واليابس حرمت مصر من الوصول لنهائيات كأس العالم وغيبت المنتخب القوي والرائع والمبدع ليكمل ال 24 عاماً من الغياب في حالة بلوغه المونديال المقبل في البرازيل. نعم سيطر الأهلي والزمالك على نجوم مصر وفرغوا الأندية من أفضل اللاعبين وركنوا المواهب كافة على دكة الاحتياط فأحرقتهم وانتهوا قبل أن يفجروا إمكاناتهم ومواهبهم، ومع هذا صنع المعلم حسن شحاتة من الفسيخ شربات وقدم أفضل النتائج للمنتخب المصري في تاريخه وحصل على بطولة أمم أفريقيا في ثلاث نسخ متتالية، واكتشف لنا مواهب من خارج القلعتين الحمراء والبيضاء. ومنتخب مصر رضي من رضي وغضب من غضب أفضل منتخب عربي وأفريقي حالياً وأفضل من نصف المنتخبات التي وصلت لنهائيات كأس العالم، بل أفضل من ثلثي المنتخبات الموجودة في جنوب أفريقيا، ولو تأهل لسجل رجال أرض الكنانة نتائج تفوق كل المنتخبات العربية التي وصلت للمونديال في النسخ السابقة كافة، لأن منتخب مصر باختصار شديد ند للأقوياء كمنتخبات البرازيل والأرجنتين وهولندا. [email protected] نشر في العدد: 17251 ت.م: 28-06-2010 ص: 30 ط: الرياض