من دون شك يعتبر المنتخب البرازيلي أنجح منتخب وطني في كرة القدم العالمية، فهو بطل كأس العالم خمس مرات 1958 و1962 و1970 و1994 و2002، إضافة إلى مركزي الوصيف 1950 و1998 ومرتين في المركز الثالث 1938 و1978، إضافة إلى ألقاب أخرى كثيرة على مستوى"كوبا أميركا"و"كأس القارات"، وايضاً بسبب كونه المنتخب الوحيد الذي شارك بكل نهائيات كأس العالم منذ بدايتها في عام 1930. وعلى رغم النجاحات المذهلة التي ستنتظره في المستقبل، فان بداية المنتخب على الساحة الدولية كانت باهتة وأبعد ما يكون من البرازيل اليوم، وفي اول مونديالين اقصي المنتخب من الدور الاول، لكن في مونديال 1938 كانت الدلائل تختلف، حيث احتل البرازيليون المركز الثالث، وترك نجمه ليونيداس دا سيلفا بصمة تاريخية عندما اصبح اول لاعب في نهائيات المونديال يسجل أربعة أهداف في مباراة واحدة. وفي عام 1950 استضافت البرازيل اول نهائيات عقب الحرب العالمية الثانية، وهي المرة الوحيدة التي حظيت بشرف استضافتها، واعتبرت مباراته الأخيرة ضد أوروغواي بمثابة مباراة نهائية. فاستضاف إستاد"ماراكانا"في ريو دي جانيرو المباراة بحضور نحو 200 ألف مشجع طامعين بفوز البرازيل التي كانت بحاجة إلى تعادل فقط كي تتوج بطلة على العالم. لكن بعد تقدمها 1-0 خسرت اللقاء 1-2 وسط ذهول الحضور وخيبتهم. وفي مونديال 1954 في سويسرا، لم يحقق طموحات الجماهير التي بدأت تعشق اللعبة الى حد الجنون، فخسر المنتخب في ربع النهائي أمام منتخب المجر القوي 2-4 في مباراة اعتبرت الأكثر سوءاً في تاريخ اللعبة لما تخللها من خشونة متعمدة ومشاجرات حتى باتت تعرف باسم"معركة بيرن". في الاستعدادات لمونديال 1958 في السويد، وضع المدرب فيسينتي فيولا قوانين صارمة على أعضاء المنتخب، ونجح البرازيليون في الفوز على النمسا 3-0 والتعادل السلبي مع انكلترا، لكن كان قلقهم ينصب في المنتخب السوفياتي الذي تمتع لاعبوه بلياقة بدنية عالية وكانوا المرشحين للفوز باللقب. وفي ثلاث دقائق تفنن فيها جارينشا سجل بيليه هدفاً، واعتبرت"أروع ثلاث دقائق في تاريخ كرة القدم"، ونجح البرازيليون في الفوز في المباراة 2-0. وفي ربع النهائي سجل بيليه الهدف الوحيد في اللقاء ضد ويلز، وسحقوا فرنسا 5-2 في نصف النهائي، ليكملوا التألق بالفوز على أصحاب الأرض السويد 5-2 ليحرزوا أول مونديال لهم، وليصبح أول منتخب يفوز باللقب خارج قارته. وحافظ البرازيليون على لقبهم في مونديال 1962، وبرز جارينشا بشكل لافت، في ظل إصابة بيليه وغيابه عن البطولة منذ المباراة الثانية. وفي مونديال 1966، عادت الخلافات الداخلية تؤثر في معنويات اللاعبين وأدائهم في الملعب، وتلقائياً إلى الإخفاق واعتبار أداء المنتخب في النهائيات الأسوأ على الإطلاق في كل مشاركاتها ال17 حتى الآن. ونجح البرازيليون في 1970 في مسح ذكريات المونديال السابق، وأحرز لقبه الثالث، بفضل فريق اعتبر الأفضل في تاريخ اللعبة بوجود بيليه وكارلوس البرتو وجارزينيو وتوستاو وجيرسون وريفيلينو. واحتفظ البرازيليون بكأس جول ريميه كونه الفوز الثالث لهم به. وبعد اعتزال بيليه وعدد من النجوم، فشل البرازيليون في مونديال 1974 في مجاراة"الكرة الشاملة"الهولندية، وفشلوا في الدفاع عن لقبهم، واحتلوا المركز الرابع. وفي مونديال 1978، عانت البرازيل مما اعتبرته تلاعباً، بعد الصراع مع أصحاب الأرض الأرجنتين، على المركز الأول المؤهل إلى المباراة النهائية، إذ تسبب فوز الأخيرة على بيرو 6-0 لتتأهل إلى المباراة النهائية على حساب البرازيل، إثارة الجدل والشكوك وكون البرازيل كان المنتخب الوحيد في البطولة الذي لم يخسر أي مباراة على رغم إقصائه فإن كثيرين من البرازيليين اعتبروا أنفسهم أبطال العالم في هذه البطولة. وفي مونديال 1982، قدم المنتخب أجمل العروض، بفضل مواهب أمثال زيكو وفالكاو وسقراط. ففاز المنتخب بصدارة مجموعته بسهولة بعد ثلاثة انتصارات، وثأر من الأرجنتين في الدور الثاني بفوزه عليه 3-1، وتبقى عليه جني التعادل من المنتخب الإيطالي، لكن خسارته 2-3 في مباراة اعتبرت من الكلاسيكيات في تاريخ مباريات كأس العالم، بفضل ثلاثية باولو روسي، أعلنت خروجاً مبكراً لراقصي السامبا. وفي مونديال 1986، عاد بعض نجوم 1982، للمشاركة في هذا المونديال على رغم تقدمهم في السن، وفشلوا في استعادة مهارات ومواهب المونديال السابق، وخسر الفريق بركلات الترجيح أمام فرنسا في ربع النهائي. وفشل المنتخب في مونديال 1990، بعد عروض متواضعة اعتمد خلالها على اللعب الدفاعي وعلى خطة 3-5-2 الفاشلة، ما أفسح الساحة للعدو التقليدي الأرجنتين ونجمه مارادونا لإقصائهم من الدور الثاني بهدف المهاجم كانيغيا. وفقط في مونديال 1994، وبعد مرور 24 عاماً على آخر انجاز، نجح البرازيليون في الفوز باللقب بعد هزيمة ايطاليا في نهائي شبيه لنهائي 1970، لكنه خلى من المهارات والإثارة وانتهى بركلات الترجيح. وبرز من البرازيليين نجما هجومه روماريو وبيبيتو. واحتل المنتخب مركز وصيف البطل في مونديال 1998، بعد خسارة مفاجئة أمام أصحاب الأرض المنتخب الفرنسي في المباراة النهائية 0-3، بعدما أعلن عن مرض مفاجئ أصاب النجم رونالدو قبل ساعات من بدء اللقاء، وأشيع انه أصيب بتوتر عصبي وانهار من القلق. وفي العام 2002، عاد البرازيليون بقوة بعدما لم يحظوا بغالبية الترشيح للفوز باللقب، وجلبوا معهم شعار"الراءات الثلاثة"رونالدو ورونالدينهيو وريفالدو. وأحرز لقبه الخامس بفوزه في المباراة النهائية على ألمانيا بهدفين لرونالدو ليمحي الذكريات الأليمة التي أصابته في مونديال 1998. وشهد مونديال 2006 إخفاقاً لنجوم هجوم المنتخب، فأخفق رونالدو ورونالدينيو وادريانو وكاكا، وخرج المنتخب أمام فرنسا في ربع النهائي. نشر في العدد: 17225 ت.م: 02-06-2010 ص: 30 ط: الرياض