واصل رئيس الحكومة اللبنانية اتصالاته أمس بالقادة الغربيين داعياً إياهم الى الضغط على إسرائيل لوقف تهديداتها للبنان وسورية، فاتصل برئيس الوزراء الإسباني خوسيه لويس ثباتيرو، وأكد له التزام لبنان الكامل تطبيق قرار مجلس الأمن 1701 ودعاه الى خطوات أوروبية ملموسة للضغط على إسرائيل من أجل دفعها الى وقف رفضها المتواصل للمطالب الفلسطينية المحقة والمشروعة. وإذ وعد ثباتيرو الذي ترأس بلاده المجموعة الأوروبية بالعمل مع كل أطراف المجتمع الدولي لإحياء المسار التفاوضي الإسرائيلي ? الفلسطيني، مشدداً على أهمية تأمين جو الاستقرار والحوار في المنطقة، ينتقل الحريري اليوم الى مصر للقاء الرئيس حسني مبارك في شرم الشيخ والبحث معه في التطورات في المنطقة في ضوء التهديدات الإسرائيلية للبنان واتهام إسرائيل"حزب الله"بالحصول على صواريخ"سكود"وسورية بتزويدها إياه هذه الصواريخ، إضافة الى التقدم في العلاقات اللبنانية ? السورية.راجع ص 6 و7 وقال رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي يواصل زيارته البرازيل:"لن نسمح لأحد بتعكير أمن لبنان على الإطلاق"، في إشارة الى التهديدات الإسرائيلية. وعلى الصعيد الداخلي ارتفعت حمى الاهتمام بالانتخابات البلدية في لبنان قبل 5 أيام من مرحلتها الأولى في محافظة جبل لبنان الأحد المقبل، خصوصاً أن مهلة سحب الترشيحات انتهت أمس، ما أتاح انسحاب بعض المرشحين لتأمين فوز اللوائح الائتلافية بالتزكية في بعض القرى، لا سيما في بعض مناطق جبل لبنان الجنوبي الشوف وعاليه من دون أن يمنع ذلك توقع حصول معارك انتخابية في قرى أخرى، ستكون النتيجة في معظمها للوائح الائتلافية التي يدعمها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط ورئيس الحزب الديموقراطي طلال أرسلان، وشملت في القرى المختلطة تعاوناً مع"التيار الوطني الحر"الذي يتزعمه العماد ميشال عون ومع"القوات اللبنانية"والكتائب. وبذل جنبلاط وأرسلان جهوداً مع محازبيهما لتثبيت التوافق ما اضطر جنبلاط الى التهكم على بعض التنافس بالحديث عن"المعارك التاريخية الكبرى"، خصوصاً أن بعض القرى شهدت تنافساً عائلياً أدى الى ترشح أفراد من حزب واحد في لائحتين متنافستين. ومع غلبة التوجه التوافقي والائتلافي في عدد من التجمعات السكنية، فإن التنافس، حتى بين الحلفاء في تجمعات أخرى خرق هذا التوجه. ومقابل التوصل الى إعلان اللائحة الائتلافية بين آل افرام و"التيار الوطني الحر"و"القوات"والعائلات في كبرى المدن المسيحية في جونيه برئاسة انطوان افرام، فإن هذا لم يمنع قوى أخرى من تحدي الائتلافات حيث ستشهد جونيه ولادة لائحة ثانية منافسة برئاسة رئيس البلدية الحالي. ونجح الفرقاء في تأليف لوائح ائتلافية في بعض القرى الجردية في قضاء كسروان فيما غلب الاتجاه التنافسي في قرى أخرى. وشهدت كبرى البلديات في ساحل المتن الشمالي جديدة المتن البوشرية والسد ولادة لائحة ائتلافية بعد ظهر أمس ضمت مناصري النائب ميشال المر و"التيار الحر"والطاشناق و"القوات اللبنانية"والكتائب مع التجديد لرئيس البلدية الحالي انطوان جبارة. ويخضع التوافق في بلدة الجية المختلطة في ساحل الشوف لمفاوضات بين الحلفاء أي"حزب الله"و"التيار الحر"حول رئاسة البلدية والحصص، فيما تجرى مفاوضات أخرى بين الحزب وبين"تيار المستقبل"على اختيار الأعضاء السنّة في المجلس البلدي. وخارج جبل لبنان اهتم الوسط السياسي بمتابعة مستجدات المعارك المنتظرة في عدد من البلدات المهمة، منها، مدينة زحلة التي انفرط التعاون فيها بين النائب السابق إلياس سكاف والنائب الحالي نقولا فتوش الذي كان انفصل عن قوى 14 آذار. وأعلن فتوش إحجامه عن تأليف لائحة في مقابل لائحة سكاف ولائحة رئيس البلدية الحالي أسعد زغيب الذي كان من أركان أنصار سكاف، والذي تدعمه أحزاب قوى 14 آذار في هذه المعركة. وتتأرجح المعلومات في شأن التوافق في العاصمة بيروت نتيجة التباعد بين مطالب العماد عون الذي تردد أنه يصر على الحصول مع حلفائه على 8 مقاعد لتياره ولحلفائه حزب الله والطاشناق والشخصيات السنّية في المعارضة. وأخذ نواب"المستقبل"يستبعدون حصول التوافق لاعتقادهم بأن عون يرفع سقف مطالبه، ورأى بعض أوساط 14 آذار أن عون يسعى الى الحصول على"الثلث الضامن"في المجلس البلدي في العاصمة. وقالت مصادر مطلعة أن المعطيات المتعلقة بالتفاوض حول الائتلاف في بيروت، أشارت الى أن عون يطالب بخمسة مقاعد مسيحية وبمقعد سني وأن"حزب الله"يريد الحصول على مقعد شيعي وآخر سني وهو ما لا يلقى قبولاً لدى الحريري وقادة تياره الذين غلب عليهم الاتجاه نحو التحضير لخوض معركة، مع استمرار فتح الباب لاستمرار الاتصالات، وأشارت المصادر الى اتصالات من"المستقبل"مع رئيس البرلمان نبيه بري من أجل التوافق معه على اللائحة، وإلى اتصالات أيضاً مع حزب الطاشناق لهذا الغرض. من جهة ثانية إلتقى جنبلاط ورئيس تيار"المردة"سليمان فرنجية الى مائدة عشاء بدعوة من النائب أرسلان في دارة الأخير، وهو اللقاء الثاني بعد المصالحة بين جنبلاط وفرنجية برعاية الرئيس سليمان والأول بعد المصالحة بين جنبلاط والقيادة السورية. نشر في العدد: 17189 ت.م: 27-04-2010 ص: 14 ط: الرياض