توسعت حال الشلل في حركة النقل الجوي الى كل مناطق شمال اوروبا وشرقها أمس، ما دفع بلداناً كثيرة الى تمديد اغلاق مجالاتها الجوية بسبب سحابة الرماد البركاني الناجمة عن ثوران بركان على قمة جبل الجليد يوجافجالاجوكول جنوبايسلندا. وأعادت إرلندا وبريطانيا اول بلدان وصلت اليهما سحب الغبار البركاني اغلاق مجاليهما الجويين، بعدما صعدت السحب الى ارتفاعات اعلى وكبرت مساحتها، ما زاد الاخطار. وشوهدت آثار الرماد في اسكتلندا من دون ان تشكل تهديداً جدياً للصحة. وجرى إلغاء 16 الف رحلة في الفضاء الجوي الاوروبي، كما افادت المنظمة الاوروبية لأمن الملاحة الجوية يوروكنترول. وتعاقبت اعلانات دول شمال اوروبا تمديد اغلاق مجالاتها الجوية، وبينها تشيخيا وبولندا وبلجيكا وسويسرا وإيطاليا والدنمارك والمانيا وفرنسا. كذلك اغلق المجال الجوي في كرواتيا وصربيا والبوسنة، ومددت شركة الطيران الالمانية"لوفتهانزا"وشركة"ريان اير"تعليق رحلاتهما من المطارات الالمانية واليها. وفي سنغافورة، حيث نقطة الالتقاء الرئيسة للرحلات الجوية المتجهة الى اوروبا، ألغيت 22 رحلة جوية أمس. وقال الالماني ديرك كرونفالد:"لا ندري اين نمكث. فنادق سنغافورة كاملة العدد". ويحاول ملايين المسافرين عبر العالم العالقين ايجاد وسائل نقل بديلة للوصول الى وجهاتهم. وأعلنت شركة النقل الحديد"يوروستار"التي سيّرت قطارات اضافية منذ الخميس، ان وجهاتها ال 58 العاملة حجزت بالكامل، ما يعني تقديم الخدمة ل46 الف مسافر. وتدفق الركاب على الرحلات البحرية وسيارات الأجرة. وتلقت شركة"اديسون لي"طلبات لتنفيذ رحلات من بريطانيا الى باريس وميلانو وأمستردام وزيوريخ. ودفع رجال اعمال 800 يورو لرحلة بين بلفاست ولندن. ولا يبدو ان ثورة بركانايسلندا ستهدأ قريباً، اذ حذر خبراء من انها يمكن ان تستمر اسابيع، علماً ان معهد الأرصاد الجوية الإيسلندي توقع استمرار الرياح في دفع سحب رماد البركان في اتجاه اوروبا خلال الايام الاربعة او الخمسة المقبلة، مع توضيحهم ان ثورة البركان انخفضت إلى ارتفاع يتراوح بين 6 و8 كيلومترات، في مقابل بين 6 و11 كيلومتراً عند بدايتها. لكن برجثورا ثوربجارناردوتير المتخصصة في علم طبيعة الارض في مكتب الأرصاد الإيسلندي قالت إن"استقرار الثوران لا يعني بالضرورة أن البركان بدأ يهدأ. وقد يستمر طويلاً على هذا النحو، علماً اننا لا نملك خبرة كبيرة مع هذا البركان الذي ثار للمرة الاخيرة قبل 200 سنة". ولم تسجل اي ضحية للبركان، لكن سحب الرماد التي ينشرها يمكن ان تحد من الرؤية وأن تلحق اضراراً في محركات اجهزة الطيران، حتى اذا حلقت على ارتفاعات كبيرة. وكانت محركات طائرة تابعة لشركة"بريتش ايروايز"توقفت عن العمل عام 1982 حين حلقت في سحابة غبار فوق إندونيسيا، وانزلقت في اتجاه الأرض قبل أن تتمكن من تشغيل محركاتها مرة أخرى. ودفع ذلك الشركات العاملة في صناعة الطائرات إلى إعادة التفكير في الاستعدادات للتعامل مع سحب الغبار البركاني. وقدرت الجمعية الدولية للنقل الجوي اياتا الخسائر الناجمة عن هذه الكارثة على حركة النقل الجوي ب 200 مليون دولار يومياً. وقال جو سولتانا رئيس عمليات الشبكة في المنظمة الاوروبية لسلامة الملاحة الجوية يوروكنترول إن"الوضع لم يسبق له مثيل، وقال:"ندرك التأثير الاقتصادي في شركات الطيران والاقتصاد الاوروبي، لكن السلامة تأتي اولاً". نشر في العدد: 17180 ت.م: 18-04-2010 ص: 17 ط: الرياض