ما أن تطأ قدماك أرض الشمس الساطعة، حتى تدرك أنك في بلد مختلف شعباً وحضارة وثقافة ومجتمعاً. حضارة متجذرة في أعماق التاريخ، وتلمسها أنّى ذهبت، لكنها أيضاً مركز لتكنولوجيا العصر الرقمي، والذي تُعتبر اليابان رائدته في العالم. خمسة أيام في اليابان، قضاها وفد يعمل في وسائل إعلام عربية، بدعوة من"طيران الإمارات"لمناسبة تدشينها خطاً مباشراً بين دبيوطوكيو في 28 آذار الماضي. البرنامج السياحي المثقل أتاح مراقبة أسلوب حياة اليابانيين في مدينة مكتظة مثل طوكيو، تتجاور فيها ناطحات السحاب، وتكاد لا تتوقف فيها حركة السيارات التي تغلب عليها الماركات اليابانية، مع استثناءات قليلة لسيارات ألمانية الصنع غالباً. الطريف أن الياباني لا يمكنه شراء سيارة إلا إذا ضَمَنَ استئجار مرآب لركنها يكلّف 300 دولار شهرياً. هذه"الضريبة"الإضافية التي يدفعها هؤلاء لا تخرجهم عن طورهم، إذ أن السائقين هادئون جداً ويتقيّدون بنظام السير في شكل دقيق، كما يحترمون المشاة. ويفاجأ المرء حين يعلم أن 60 في المئة من الشوارع لا أسماء لها، ويُعتمد على الأرقام للوصول إليها، في بلاد تبلغ مساحتها 377915 كيلومتراً مربعاً. الطرقات هذه تبدو أحياناً شبيهة بالكلمات المتقاطعة لكثرة إشارات السير عليها، كما أن إبقاءها نظيفة مهمة السكان وليس عمال النظافة، إذ أنها تخلو من مكان محدد لرمي القمامة، وعلى المواطن الاحتفاظ بالقاذورات ورميها في منزله. على رغم ذلك، تبقى الطرقات نظيفة جداً. التدخين ممنوع في بعض مناطق طوكيو ومدن أخرى في البلاد، بحسب قرار المجالس البلدية فيها. وحتى في الأماكن التي يُسمح فيها بالتدخين، يكون هؤلاء قلة ويتجمّعون غالباً قرب برادات المرطبات والقهوة في الشوارع. وثمة يابانيون يضعون كمامات على أنوفهم من أجل تجنّب الحساسية، في مدينة يقطنها حوالى 13 مليون شخص، أي 10 في المئة من سكان اليابان، والذين يكاد عددهم لا يزيد، إذ يبلغ المعدل الوسطي لخصوبة المرأة اليابانية 1.2 طفل فقط، بحسب تقديرات العام 2009، ما دفع الحكومة إلى تقديم"إغراءات"لتشجيع الإنجاب. تناول الفطور باكراً، يجعل اليابانيين يتناولون الغداء بين الظهيرة والساعة الواحدة، كما أنهم يشربون الشاي الأخضر 7 مرات يومياً، والذي يحوي نسبة مرتفعة من الفيتامين"سي"ويستخدمه الرهبان البوذيون في المجال الطبي وفي التأمل الروحي. ما يفتقده المرء في الشوارع أكشاك بيع الصحف والمجلات والتي تغيب نهائياً، إذ تحتكر بيعها شركة قطارات في المحطات. أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين تحوّلت اليابان الإمبراطورية إلى قوة إقليمية تمكّنت من هزيمة الصين وروسيا عسكرياً، كما احتلت كوريا وفورموزا تايوان وجزيرة ساخالين ومنشوريا، ثم غزت الصين واحتلت أجزاء كبيرة من جنوب شرقي آسيا. لا تزال آثار ذلك تشكّل عبئاً على علاقات اليابانبالصينوكوريا الجنوبية، لكن هذا الأمر لا يعدو أن يكون تاريخاً بعيداً جداً، يستذكره اليابانيون كي لا يكررونه مجدداً. طوى اليابانيون نهائياً حقبة التوسّع العسكري واستعمار دول آسيوية مثل الصين وكوريا، واستغلال شعوبها. تكفي أيام فقط في طوكيو ليدرك ذلك من يتابع سلوك اليابانيين وطباعهم. اليابانيون غاية في التواضع واللطف والتهذيب، ويرسمون دوماً ابتسامة صادقة على شفاههم. تسأل موظفاً في الفندق عن مصرف قريب، فيأبى إلاّ أن ينزل معك ليدلّك عليه ويساعدك في إنجاز ما تصبو إليه. واليابانيون في الشوارع هادئون جداً، إذ لا ترى مطلقاً أماً تعنّف ابنها أو رجلاً يصرخ في آخر أو شجاراً على طريقة"حارة كل مين إيدو إلو". ولعلّ أكثر ما يلفتك في اليابانيات أن جمالهنّ طبيعي لم يمسّه مبضع جرّاح، بخلاف ما تراه في بلدك حيث الشفاه المنتفخة والأنوف المروّسة على الطريقة الاسكندنافية. كما أن أطفالهنّ يبدون كما لو أنهم خرجوا من شاشة تبثّ رسوماً متحركة يابانية الصنع. اليابانيات محتشمات في لباسهن إجمالاً، على رغم أن بعضهنّ يرتدي تنانير قصيرة أو شورتات، مع جوارب أو أحذية عالية، متحدّين البرد القارس. اليابان بلاد شديدة التنظيم، تسير كما الساعات الإلكترونية التي يصنعها مواطنوها. يحسد المرء اليابانيين على هدوئهم وسكينتهم، خصوصاً إذا كان يقطن بلداً يشهد حرباً أهلية مستمرة، سواء كانت على شكل نزاعات عسكرية أو خلافات سياسية واضطراب اجتماعي. صحيح أن اليابان نظمت بنجاح مع كوريا الجنوبية كأس العالم لكرة القدم العام 2002، لكن اللعبة الشعبية الأولى في البلاد هي البيسبول التي تبثّ مبارياتها قنوات تلفزيونية عدة كما لاحظت في الفندق، في مقابل واحدة فقط لكرة القدم اليابانية. كما ترى مراهقين وشباناً يمارسون هذه اللعبة في الشوارع. تفتّح زهر الكرز من حسن حظ الوفد الإعلامي الزائر لطوكيو أنه شهد تفتّح أزهار الكرز، والذي يرافق حلول فصل الربيع. زهر الكرز الذي يُقطف من شجرة تُعتبر وطنية ساكورا، نُقش على عملة معدنية بقيمة مئة ين. ثمة رمزية قوية لزهر الكرز الذي يُستخدم في الطبخ والفن اليابانيَيْن والرسوم والحفلات الموسيقية، كما يُطبع على البضائع بما في ذلك ال"كيمونو"اللباس الياباني التقليدي والصحون إلخ. تروي اليابانية إميكو أونوكي- تييرني أستاذة مادة الانتروبولوجيا في جامعة ويسكونسن الأميركية، في كتابها"كاميكاز، زهر الكرز والقوميات: عسكرة علم الجمال في تاريخ اليابان"الصادر العام 2002، أن زهر الكرز استُخدم خلال الحرب العالمية الثانية لتحفيز الشعب الياباني وتأجيج الشعور القومي والنزعة العسكرية لدى السكان، كما كان الطيارون اليابانيون يرسمونه على جانبي مقاتلاتهم قبل شنّ هجماتهم الانتحارية كاميكاز على القوات المعادية، بل وكانوا يأخذون معهم فروعاً من أغصان تلك الشجرة خلال مهماتهم العسكرية. كما شجعت الحكومة الشعب على الاعتقاد بأن أرواح الطيارين"الشهداء"تتجسّد في زهر الكرز. وخلال حقبة استعمار آسيا، كانت اليابان تزرع أشجار الكرز كي تدّعي سيطرتها على تلك الأراضي. أشجار زهر الكرز موجودة أيضاً في معابد، مثل معبد ميجي في منطقة شيبويا والذي يقصده أتباع معتقد ال"شينتو". وهو مكرّس لروحَيْ الإمبراطور ميجي وزوجته الإمبراطورة شوكن اللذين توفيا عامي 1912 و1914 على التوالي. ميجي هو الإمبراطور ال122 لليابان 1852-1912، وتسلّم الحكم العام 1867. يعني اسمه"الحكم المتنوّر"، إذ يُعتبر محدّث اليابان بعدما أخرجها من عزلتها التاريخية. وهو الجدّ الأكبر للإمبراطور الحالي أكيهيتو. أُسس المعبد في 1 تشرين الثاني نوفمبر 1920، وتبلغ مساحته 7 كيلومترات مربعة، ويضم غابة مساحتها 700 ألف متر مربع تحوي 170 ألف شجرة من 365 نوعاً مختلفاً وهبها الشعب من كل أنحاء البلاد لدى تأسيس المعبد الذي أُعيد بناؤه العام 1958 بعدما دمره قصف الحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية. ثمة بوابة عند مدخل المعبد، تُسمى باليابانية TORII، ويمكن رؤيتها في معابد لمعتقد ال"شينتو"وللبوذية، وترمز إلى الانتقال من المدنّس إلى المقدس. يمكن للزائر شراء ألواح خشبية صغيرة بنحو 11 دولاراً يكتب عليها أمنياته ويعلّقها في محيط شجرة أمام المبنى الرئيس للمعبد، وتُقدم خلال الاحتفال الديني الصباحي اليومي حيث ينقل الرهبان رغبات أصحاب الألواح. لكن معبد ميجي لا يثير جدلاً كما يفعل معبد YASUKUNI الذي يشكّل مصدر نزاع دائم مع كوريا والصين، إذ يحوي رفات جنود قُتلوا خلال حقبة الاستعمار الياباني لآسيا، بينهم مجرمو حرب. معبد ال"شينتو"هذا في منطقة تشِيودا بطوكيو، يضم سجلّه أسماء حوالى 2.5 مليون رجل وامرأة كرّسوا حياتهم للإمبراطور، خصوصاً لمن قُتلوا خلال الحروب. وثمة في المعبد متحف مخصص للحرب العالمية الثانية، يأخذ بعضهم عليه أنه يتحدث عن"بطولات"الجنود خلال الحرب متغاضياً عن جرائمهم. كما يرى المتحف في اليابان"محررة"لآسيا، معتبراً أن الولاياتالمتحدة وأوروبا استفزتاها لدخول الحرب. وتعترض الصين وكوريا خصوصاً على زيارات إلى المعبد يجريها سياسيون يابانيون، بينهم رؤساء وزراء، في آب أغسطس تحديداً للصلاة على أرواح القدماء. وكان"الحزب الليبيرالي"الحاكم سابقاً مؤيداً لزيارة المعبد، لكن"الحزب الديموقراطي"الذي فاز في الانتخابات الاشتراعية السنة الماضية يعارض زيارة المعبد في صفة رسمية. ثمة في اليابان 80 ألف معبد"شينتو"التي تعني"طريق الآلهة". لا مؤسس لل"شينتو"ولا تماثيل فيها، كما لا كتاب مقدساً لهذا المعتقد الذي بدأت ممارسته قبل 5 آلاف سنة، ويقول بتجسّد الله في كل شي في الطبيعة، ويمكن العثور فيه على شيء من المقدس في ما يُسمى"كامي"KAMI، أي الروح المقدسة. في معبد KANNON ASAKUSA البوذي رأينا راهباً يصلي على مذبح، تحيط به ورود على الجانبين، وأمامه تمثالان لبوذا، فيما وراءه مصلّون وسط قرع طبول. أجرينا على عربات قديمة يبلغ ثمن الواحدة منها 20 ألف دولار جولة في محيط المعبد، على الطرقات العامة حيث كان اليابانيون والأجانب ينظرون إلينا بإعجاب. أحد الشبان الخمسة الذين جرّوا العربات كان يعطينا معلومات تاريخية عنها وعن الأمكنة التي نعبرها، وبدا أشبه بدليل سياحي. مررنا قرب جرس ضخم صُنع على عهد القادة العسكريين"شوغان"، والذي قيل لنا أن صوته قوي جداً ويُقرع يوم رأس السنة 108 مرات، لأن البوذية تعتقد بوجود 108 رغبات للإنسان. أحد الشبان الذين جرّوا العربات، طالب جامعي يدرس الإنكليزية، ووالده يعمل في شركة"باناسونيك". اليابانيون يعملون في أي وظيفة ممكنة، خصوصاً منهم الطلاب، على غرار الجامعيات الجميلات اللواتي يعملن نصف دوام في ما يُعرف باسم MAID CAFƒ التي افتُتح منها نحو مئة منذ آذار مارس 2001، ويرتادها عادة جامعيون، لكنها تجتذب أيضاً نساءً وسياحاً. يغلب على المقهى اللون الزهري، مع فراشات تتدلى من السقف، وصور للعاملات موضوعة على جدار، على شكل صور متحركة. "تصلّي"عاملة كي يكون العصير الذي قدمته لذيذاً، كما تزيّن مشروباً بأشكال جميلة. قبل زيارتنا MAID CAFƒ، مررنا بسوق السمك حيث يُعرض بكل الأصناف والأحجام. في السوق التي تبحث السلطات في تغيير مكانها، إذ اصبحت قديمة، لا يُباع السمك فقط بل أيضاً الرز والخضار والفاكهة وأدوات منزلية وخشبية وسكاكين وخزفيات إلخ... السمك وثمار البحر والخضار تشكّل طبق TEMPURA التقليدي الذي تناولناه في مطعم GINZA TENKUNI، حيث يجلس الزبائن في شكل نصف دائري أمام الطاهي الذي يعدّ الطعام"على الهواء مباشرة". يغمس الطاهي السمك وثمار البحر والخضار في الطحين، ثم يقليها ويقدمها"مقرمشة"مباشرة للزبائن. لكن الأمر يختلف في مطعم TOUFUYA UKAI الذي تحيط به حديقة صغيرة جميلة، وحيث ترتدي العاملات ال"كيمونو". تناولنا الطعام في غرفة صغيرة نسبياً بالكاد ترتفع مترين، ومدخلها من بابين يرتفعان 165 سنتم فقط. وكما في مطعم GINZA TENKUNI، خلعنا أحذيتنا وجلسنا إلى طاولات بنيّة منخفضة KOTATSU، حيث تناولنا طعاماً يابانياً تقليدياً من سمك وثمار بحرية نيئة. يقع هذا المطعم قرب برج طوكيو الذي يشكّل أحد معالم العاصمة، إذ يرتفع 333 متراً في مقابل 320 متراً لبرج إيفيل في باريس. برج طوكيو هو مركز اتصالات يقع في حديقة"شيبا"، ويُعتبر ثاني أعلى مبنى في اليابان. افتُتح البرج الذي يضم متجراً من 4 طبقات ولُوِّن بالأبيض والبرتقالي لأسباب السلامة الجوية، العام 1958 زاره أكثر من 150 مليون شخص، كما يقصده 3 ملايين شخص سنوياً. ثمة مرصدان في البرج، أحدهما يرتفع 150 متراً والثاني الأصغر حجماً، يصل ارتفاعه إلى 250 متراً. في المرصد الأول، أمكننا رؤية طوكيو في مشهد بانورامي من 360 درجة. 80 في المئة من السياح الذين يزورون اليابان هم من الصينيين والكوريين، والذين يصعب على الأجانب تمييزهم عن أهل البلد. رأينا عدداً كبيراً من هؤلاء في القصر الإمبراطوري الذي يُعتبر أحد أهم المقاصد السياحية في اليابان، ويقع في منطقة"تشيودا". ثمة جسر يصل إلى بوابة القصر الذي تبلغ مساحته مع الحديقة الضخمة 7.4 كيلومترات مربعة، والذي يبدو وكأنه"يسبح"في بحيرة جميلة. عظمة اليابان تتجلّى في المتحف الوطني، حيث ثمة أكثر من 110 آلاف قطعة أثرية، بينها 87 كنزاً وطنياً و624 ملكية ثقافية مهمة. تتوزّع هذه القطع، وبينها أجران ورسومات على الحرير وسيوف ودروع وخوذ وسهام ومطرزات و"كيمونو"وتمثال لبوذا، على 10 صالات عرض تغطي مرحلة في تاريخ اليابان تمتدّ من حقبة جومون JOMON قبل 12 ألف سنة إلى نهاية القرن التاسع عشر. يلاحظ زائر اليابان شغف شعبها بالحدائق، مثل HAMARIKYU أو HAPPO-EN حيث نظّمت"الإمارات"حفل غداء ومؤتمراً صحافياً لمناسبة إطلاق خط دبي - طوكيو. HAPPO-EN التي أُسست أواخر القرن السابع عشر، تُعتبر إحدى أهم حدائق طوكيو، ويعني اسمها"حديقة الرؤى الثماني"، ما يعني إمكان مشاهدتها من أي زاوية. ال"غيشا" لا تكتمل زيارة اليابان من دون رؤية ال"غيشا"اللواتي يتمتعن بسحر خاص، جسّده قبل 5 سنوات فيلم MEMOIRS OF A GEISHA للمخرج روب مارشال، والذي فاز بثلاث جوائز"أوسكار". استند الفيلم إلى رواية لأرثر غولدن، نُشرت العام 1997. في مركب تناولنا العشاء على متنه، أدت اثنتان من ال"غيشا"تدعيان تشِيو وشيشيمارو، أغنيات ورقصات تقليدية، كما قدّمتا الطعام وجالستا الحاضرين. ال"غيشا"التي تُدعى"فوريسودي سان"في طوكيو و"غيكو"في كيوتو، تتقاضى 250 دولاراً في مقابل ساعتي عمل. ثمة في اليابان حوالى 300"غيشا"، والتي يمكن ترجمة اسمها إلى"فنانة". المفارقة أن أول"غيشا"كانوا... رجالاً خلال القرن السابع عشر، ولم تظهر"غيشا"امرأة سوى العام 1751. في ليلتنا الأخيرة في طوكيو، كان موعد مع مسرح"نو"NOH التقليدي، والذي بدأ في القرن الرابع عشر، ويؤدي فيه الرجال أدوار النساء. يقتصر هذا المسرح عادة على أعمال تاريخية محددة، مع بعض التنويعات التي لا تمسّ جوهره. في الهواء الطلق وبين الأشجار على المسرح التاريخي في معبد YASUKUNI، تُقدَّم المسرحية التعبيرية باللغة اليابانية القديمة، والتي لا يفهم اليابانيون كل مفرداتها. مسرح"نو"لم يعد حكراً على اليابانيين، بعدما اقتحمت مجاله لبنانية تدعى مادلين عبد الجليل أوميواكا التي هاجرت إلى طوكيو خلال الحرب اللبنانية، وتزوجت ناووهيكو أوميواكا، أحد أبرز روّاد هذا المسرح الذي تتناقله سلالة أوميواكا منذ 6 قرون. تقول مادلين أوميواكا أنها"الأجنبية الوحيدة التي دخلت مسرح نو"الذي تعتبر أنه"فنّ يكشف الثقافة اليابانيّة كلها". وأشارت إلى قيامها بوصفها مسؤولة العلاقات العامّة ل"فرقة أوميواكا لمسرح نو"، بفتح أبواب هذا الفن أمام الأجانب، من خلال تنظيم عروض في الخارج، بما في ذلك لبنان العام 2009. خمسة أيام قضاها الوفد الإعلامي في طوكيو في فندق MANDARIN ORIENTAL TOKYO الفخم، والذي استضاف الوفد على حفل عشاء أعدّه كبير الطهاة الفرنسي أوليفييه رودريغيز. يتميّز الفندق، إضافة إلى لطف موظفيه واستعدادهم الدائم لتلبية مطالب الزبائن والردّ على استفساراتهم، بصالة الاستقبال في الطابق الثامن والثلاثين، وحيث يمكنك تناول الفطور وأنت تحدّق في ناطحات السحاب المحيطة بالفندق. كما دُعي الوفد إلى عشاء صيني في فندق THE PENINSULA الفخم أيضاً، والذي تربطه شراكة بطيران"الإمارات". افتُتح الفندق في 1 أيلول سبتمبر 2007، وهو جزء من سلسلة تضم 8 فنادق فخمة في العالم، أولها دُشِّن في هونغ كونغ العام 1928. خمسة أيام في طوكيو انتهت كما بدأت، بابتسامة صادقة من اليابانيين الذين ودّعونا على أمل لقاء قريب... قد لا يأتي. اليابان التي تتألف من 6852 جزيرة جبلية، تجسّد عولمة منفتحة لم تفقد هويتها المميزة، ومزجاً دقيقاً بين الحداثة والعراقة. لعلّ ريتشارد فوغان نائب رئيس أول دائرة العمليات التجارية في طيران"الإمارات"أصاب بقوله إن اليابان"كانت دوماً معقلاً للأفكار والابتكارات، والعالم أجمع استفاد من معرفتها".