يرى نقيب الممثلين في لبنان جان قسيس ان مشكلة الدراما اللبنانية تكمن في غياب الرقابة على النص الدرامي وعلى تنفيذه، ويقول:"حين ينجح عمل لكاتب ما ترى كلّ المحطات وثقت به ثقة عمياء، فتظنّ أنّ كل ما يكتبه سينجح. هذا الأمر لم يكن مسموحاً به في السابق حين كانت لجنة الرقابة على الأعمال الفنية ترفض نصوصاً لكتّاب مهمّين لاقوا نجاحاً ساحقاً في أعمال سابقة". ويشير النقيب إلى"وجود فوضى في الأعمال الدرامية واستغلال فاضح لجسد المرأة اللبنانية ولشرفنا وقيمنا. ولا ابالغ إن قلت ان اعمالنا صارت نفاية الإنتاجات الدرامية في الدول العربية بعدما كنّا السبّاقين في هذا المجال. ولا شيء يمنعنا من إنتاج دراما تحمل هويتنا وقيمنا، دراما هادفة وعميقة وجميلة ويمكن بيعها، بخاصّة أنّ الغنى الموجود في مجتمعنا يحمل مادة دسمة لأفكار كثيرة تُبنى عليها المسلسلات". هل ستكون هذه الأفكار ضمن لائحة المهمات التي سيسعى نقيب الممثلين الجديد إلى تنفيذها خلال ولايته؟ يؤكّد أنّ هذه الأفكار يطرحها منذ سنوات من خلال عمله الصحافي وليست وليدة اللحظة، ولكن عسى أن يمنحه موقعه الجديد مجالاً لإيصال الصوت إلى أبعد مدى. أمّا العنوان العريض لولايته في النقابة فهو:"ممنوع أن يُذلَّ الممثل في هذا الوطن". وهو بدأ تحرّكاً جدّياً في هذا الصدد، يقول عنه:"أنا مستعد لكل تعاون مع نقابة الفنانين المحترفين وسواها من النقابات للتوافق على أيّ رأي مشترك يخدم الفنان، فإن كنّا غير قادرين حالياً على توحيد النقابتين فلنوحّد على الأقل جهودنا". وقدّم الى"الحياة"نسخة عن قرار صدر منذ بعض الأيام عنوانه"جدول جديد لمكافآت الممثلين في قطاعات الدبلجة"وهو موقّع من نقيبة الفنانين المحترفين سميرة بارودي ونقيب الممثلين جان قسيس،"وهذه المرّة الأولى التي يصدر قرار موقّع من النقابتين". ويعلن النقيب أنّ هدفه ليس فتح معركة مع المنتجين، بخاصّة أنّ بعضهم امتعض عندما علم بأمر القرار الجديد، ويقول:"نحن نحتاج إليهم وهم يحتاجون إلينا، نريد حقّنا ولا نريد المعارك معهم، ولكن مَن كان مصرّاً على الحرب معنا فنحن مستعدّون". على صعيد آخر، يشارك قسيس في مسلسل"من أجل عينيها"الذي بدأ عرضه أخيراً على محطة"أو تي في"، كممثل وكاتب. ويقول انّ"نصّ هذا المسلسل هو من النصوص التي غالباً ما ناديت بها كممثل وناقد وكاتب ومشاهد، اي تلك التي تحمل هوية لبنانية خلافاً لنحو تسعين في المئة من المسلسلات اللبنانية اليوم"، ويشير الى أن"مسلسله يعكس المناخ اللبناني والنكهة والجوّ اللبنانيين. فحين يحمل المسلسل اللبناني الوجه اللبناني نكون على الدرب الصحيح". لا يهتمّ قسيس بتوقيت عرض عمله حتّى لو كان ينافس مساء الإثنين أحد المسلسلات اللبنانية الناجحة على شاشة"أل بي سي"وهو"الحب الممنوع"، لأنّه يثق بأنّ"من أجل عينيها"يملك مقومات النجاح، لكنّه كان يفضّل لو أنّ التسويق للعمل كان أفضل. ويشير إلى أنّ التسويق للعمل هو أحد أبرز عوامل نجاحه أو فشله لأنّ،"التسويق الجيد قد يُنجح جماهيرياً حتّى الأعمال السيئة، والتسويق السيئ قد يُفشِل جماهيرياً حتّى الأعمال الجيدة". كان يُفترض أن يدخل جان قسيس مجال الكتابة الدرامية في شكل أوسع منذ ثمانية أعوام بعدما كتب مسلسل"اللقاء الآخر"، لكنّ ظروفاً حالت دون عرض هذا المسلسل. اليوم يكتب مسلسلاً عنوانه"الهروب إلى النار"استوحى فكرته من قصتين واقعيتين: الأولى عن شخص اتُّهم بجريمة قتل ثمّ اكتشفت براءته بعدما قضى أكثر من نصف مدّة عقوبته حين اعترف المجرم الحقيقي بجريمته وهو على شفا الموت، والثانية عن سيّدة قررت الإجهاض ولكن أثناء العملية توقّف دماغها وكل الحواس، فصارت أشبه بجثّة تتنفّس. "الهروب إلى النار"الذي يتألّف من 15 حلقة انتهى قسيس من كتابة ثماني حلقات منه بناء على طلب المدير العام لتلفزيون لبنان إبراهيم الخوري على أساس أنّه يسعى الى إعادة افتتاح عهد الإنتاج الدرامي في المحطة، ولكنّ توّقف السعي فجأة، ولا شيء واضحاً حتّى الساعة. وكان جان قسيس أنهى أيضاً كتابة تسع حلقات من سيتكوم عنوانه"أخبار عيلتنا"الذي يثق به لدرجةٍ تدفعه إلى القول:"إن لم أجد منتجاً له في وقت قريب سأنتجه على حسابي الخاص لأنّه من أطرف ما كُتِب".