أعلن الرئيس السابق للحكومة اللبنانية رئيس"كتلة المستقبل"النيابية فؤاد السنيورة"أننا لا نقبل ان يفرض علينا احد رأيه بالقوة والارغام او من طريق السلاح"، مؤكداً اننا"نريد التطوير والاصلاح عبر الاساليب السلمية والديموقراطية". وألقى السنيورة كلمة بالعامية قال فيها:"أنتم وكثر غيركم أهل الوفاء لرفيق الحريري وباسل فليحان، لجبران تويني وبيار الجميل، لجورج حاوي وسمير قصير، لوليد عيدو وانطوان غانم، لوسام عيد وفرنسوا الحاج، ولقوافل الشهداء المظلومين من رفاقهم الذين سبقوهم وأيضاً الذين استشهدوا معهم والذين استشهدوا بعدهم"، مرحباً بأبناء كل المناطق الذين شاركوا في"هذه الوقفة التاريخية بهذا اليوم الكبير... نحن هنا لنقول نريد ان نبقى بعضنا مع بعض مسلمين ومسيحيين، موحدين متضامنين". وقال:"قبل خمس سنين في مثل هذا اليوم فكروا أنهم إذا فجروا رفيق الحريري وإذا اغتالوه يستطيعون قتل لبنان أو ان يعطلوا روحه ودوره الطليعي والرائد في العالم العربي، لكن انتم الذين قلتم لا، لا للقتلة، لا للإرهاب. وانتم صنعتم الوحدة، وحدة لبنان واستقلاله وأنتم ستصنعون سيادته وستحققون العبور إلى الدولة، وأننا جميعاً، بإرادة الله وبإرادتنا، مستمرون على هذه الدرب. انتم الذين قلتم لا، لن نعود إلى الوراء بعد اليوم. قلتموها أكثر من مرة وكل مرة كنتم تقولونها، قلتموها بالتظاهرات، وبصناديق الاقتراع وصرختم: يا سامعي الصوت اسمعوا، لبنان بلد حر ومستقل، لبنان عربي ديموقراطي، مقاوم للاحتلال الإسرائيلي، لبنان رائد بالحوار والتنوع، بالانفتاح والاعتدال والتسامح وقبول الآخر". وأضاف:"هذا اليوم الكبير، نقف معاً لنعود ونحدد موقفنا ومرتكزاتنا التي ما زلنا متمسكين بها وهي أن أساس بلدنا هو العيش المشترك المسيحي الإسلامي، ونحن طورنا صيغتنا وميثاقنا الوطني في الطائف واتفقنا على المناصفة، أي أننا في الطائف ومنذ الطائف، أوقفنا العد". وشدد على"أننا اخترنا مع صيغة العيش المشترك، أن نحتكم إلى النظام الديموقراطي والدولة المدنية، والتزمنا مبدأ تداول السلطة. والتزمنا أيضاً، العمل على الإصلاح والتطوير معتمدين على الآليات الديموقراطية والسلمية". وقال:"لا نقبل أن يفرض علينا أحد رأيه بالقوة والإرغام أو من طريق السلاح، كما لا نقبل ولا يمكن أن نفرض على احد رأينا بالقوة. نقبل بالتغيير ونريد التطوير والإصلاح عبر الأساليب السلمية والديموقراطية فقط". ورأى السنيورة أن"جمهور رفيق الحريري لن يتخلَّى ولن يُساوِمَ على استقلال البلاد أو على سيادتها أو على أمْنِها العامّ والداخلي، ولن يتوقف عن العمل على تطوير نظام لبنان الديموقراطي وتعزيز حرياته وتطبيق دولةِ القانون فيه". وزاد:"المطلوب في المقابل، ألا يجرى التعطيلُ باسم الإصرار على التوافُق في كلّ شيءٍ مع الإصرار على عدمِه في آن معاً وفي أمور أساسية. التوافُقُ حالةٌ أو موقفٌ اقتضته ظروف معينة، لكنه ينبغي ألا يتحول إلى نظامٍ بديلٍ للدستور ولعمل المؤسَّسات الديموقراطية". وأكد أن"لبنان بلد عربي، لكنه مستقل ذو سيادة، يتمسك باستقلاله وسيادته وقراره الحر. وفي الوقت ذاته، اللبنانيون يؤمنون بالعروبة المنفتحة، الرحبة والواسعة الآفاق والرائدة، لبنان العربي هذا يحترم ويقبل بالتنوع والاختلاف وبالحوار"، مشدداً على"أننا نعرف، انطلاقاً من عروبتنا الأصيلة والعميقة التي أردناها باختيارنا وقناعتنا، أن عدونا الوحيد هو الكيان الصهيوني الذي اغتصب فلسطين واحتل الأراضي العربية وشرد الفلسطينيين وما زال حتى الآن يرفض الاعتراف بالحقوق". وجدد"التمسك بالمبادرة العربية للسلام، ورفض كل أشكال التوطين". وقال:"نحن مع ما يُجمع عليه العرب من اجل القضية الفلسطينية ومن أجل استرجاع الحقوق المسلوبة وانسحاب إسرائيل من جميع الأراضي التي تحتلها في سورية ولبنان والضفة وغزة. نحنا دعمنا وأيّدنا وأطلقنا وشاركنا في مقاومة العدو الإسرائيلي، وسنظل على استعداد لمقاومته صفاً واحداً وبإرادة رجل واحد إذا اعتدى علينا، لكننا سنجهد لكي لا نعطي للعدو الإسرائيلي فرصة أو ذريعة لكي يدمر بلدنا". وقال:"بعد التجارب التي مرت علينا ندرك أكثر من أي وقت مضى، أن لا حل لمشكلاتنا إلا بسيادة حكم القانون والمؤسسات وبسط سيادة الدولة وسلطتها على كل الأراضي اللبنانية، ونحن ضد سيطرة الميليشيات وسلطات الأمر الواقع". وأشار إلى أن"جريمة اغتيال الرئيس الشهيد الحبيب رفيق الحريري، هي جريمة العصر في لبنان، أصابت كل اللبنانيين ونحن في مواجهتها لم ولن ننشد الثأر ولا الانتقام، بل نحن نريد الحقيقة والعدالة وسنظل نسعى إليهما. الحقيقة لكي نعرف من هو المجرم، والعدالة لكي نضع حداً نهائياً لمسلسل الإجرام والاغتيال السياسي". وتابع:"ما نريده من إخواننا العرب هو الاحترام لسيادتنا واستقلالنا وحريتنا وعيشنا المشترك وكانوا دائماً الى جانبنا، ونحن نبادلهم الحب والاحترام والتقدير، ولا نريد التدخل في شؤونهم الداخلية أو نكون مصدر إزعاج لهم. ولكن نريد منهم أيضاً الاحترام المتبادل لبلدنا وخصوصيتنا واستقلالنا وسيادتنا"، مؤكداً"أننا نكن كل التقدير والاحترام للشقيقة سورية التي يربطنا معها التاريخ والحاضر والجغرافيا والمستقبل والمصالح المشتركة، ونريد منها الاحترام المتبادل والاعتراف المتبادل بهذا النموذج اللبناني الفريد في العالم العربي". وأمل أن"نكون دخلنا، في هذه المرحلة الواعدة التي بدأت مع زيارة الرئيس سعد الحريري إلى دمشق، مرحلة جديدة لترسيخ مفاهيم الاستقلال والسيادة والاعتراف والاحترام والتعاون المتبادل الذي يفيد البلدين ويدعم من موقعهما وموقفهما". وشدد على أن"لبنان المستقل قوة للعرب ولسورية، ولبنان القوي إضافة أساسية للعرب وسورية".