اقتربت بشدة انتخابات رئاسة الفيفا المقبلة ولم يظهر حتى الآن منافس قوي للسيد بلاتر على رغم كل أوجه الفساد التي ظهرت في الآونة الأخيرة داخل مملكة بلاتر أو مملكة الفيفا، والحقيقة أنني لا أعرف إن كانت بالفعل الفيفا ملكية خاصة لبلاتر وأعوانه أم لعناصر كرة القدم في العالم أجمع، فالبعض يؤكد أن القرار داخل الفيفا جماعي وبحكم المنصب يظهر بلاتر في الصورة والبعض الآخر يؤكد أن بلاتر ينفرد تماماً بكل القرارات خصوصاً المصيرية وأنه لا يعطي أي مساحة لبقية أعضاء المكتب التنفيذي بالاتحاد الدولي، إلا في بعض المشاهد التليفزيونية وغير ذلك لا مجال لأحد منهم على الإطلاق في وضع سياسة الفيفا. إلا أن الكثيرين يؤكدون أن العرش اهتز بشدة تحت أقدام بلاتر خصوصاً بعد أن قاتل بكل إصرار لإسناد تنظيم كأس العالم 2022 إلى الولاياتالمتحدة الأميركية إلا أنه فوجئ بهذا الاكتساح من جانب قطر الشقيقة حيث اتسع الفارق بشدة في كل تصويت لقطر. من هنا بدأ بلاتر وكعادته الدائمة في جولات مكوكية بدأها بالدول العربية وبخاصة منطقة الخليج والتي كانت السبب الأول في نجاحه برئاسة الفيفا، وقد كنت شاهداً في الأولى عام 1998 بباريس في فرنسا حيث خصص الأمير الراحل فيصل بن فهد مقر إقامته لإدارة الحملة الانتخابية لبلاتر ضد المرشح القوي جداً في ذلك الوقت يوهانسون رئيس الاتحاد الأوروبي آنذاك، ونجح بلاتر وبصعوبة في الإعادة، ثم جاءت الدورة التالية ويواجه بلاتر المأزق نفسه ليتدخل محمد بن همام بكل ثقله وقوته وخلفه العديد من العرب بل والأفارقة وينجحون في إقصاء عيسى حياتو ليستقر الأمر لبلاتر بعدها بهدوء من دون انتخابات أو أي إزعاج. وعلى رغم ذلك فإن ما ساعدوا بلاتر وعاونوه يشكون مُر الشكوى من أن الرجل لم يعطهم حتى حقهم، بل إنه أدار ظهره لأشد أعوانه ومؤيديه وهو محمد بن همام حيث سعى جاهداً لإسقاطه في انتخابات الفيفا ولولا حنكة وقدره ابن همام لرسب الرجل وخسرنا رجلاً قوياً في الفيفا، لذلك يحاول بلاتر الآن إعادة ترتيب معسكره من الداخل فها هو يزور كثيراً من الدول العربية وبعدها سيتجه بالتأكيد إلى أفريقيا في محاولة لضمان واستمرار التأييد العربي والأفريقي له، ليضمن بكل تأكيد فوزه بولاية جديدة للاتحاد الدولي وهو الأقرب نظراً إلى حالة التردي التي يعيشها أكبر منافسي فرانز بيكنباور والذي يفكر منذ سنوات في المنصب، ولكن يبدو أن علاقاته الاجتماعية تظل عائقًا أمام وصوله إلى منصب رئيس الفيفا. أما بلاتيني فهو يتعامل بذكاء بالغ مع الأمر كله فهو لا يريد أن يخسر بلاتر ليضمن مساندته في الانتخابات المقبلة بعد 5 سنوات كاملة لذلك فهو لا يجاهر بمنافسته للرجل، بل يحاول أن يُظهر عكس ذلك تماماً، وعلى النقيض تماماً لم يطرح مرشح عربي نفسه للانتخابات المقبلة بل إن ابن همام سارع بنفي نيته في تقديم نفسه مرشحاً مقبلاً لرئاسة الفيفا، فهل يفعلها في الدورة بعد المقبلة؟ الاسئلة كثيرة والاجابات صعبة ولننتظر ونرى. [email protected].