«متى يتحد العرب» كان عنوان مقالي السابق، وفيه أشرت إلى أن العربي القطري محمد بن همام ينوي أو يفكر في الترشح لمنصب رئيس «الفيفا»، وفيه طالبت كل العرب بأن يعلنوا مبكراً مساندتهم ومؤازرتهم لمرشح عربي للمرة الأولى لهذا المنصب، وطلبت منهم أن ينبذوا خلافاتهم أو يطرحوها أرضاً، ويركّزوا وبشدة مع الرجل إذا فكر بجدية في خوض هذه الانتخابات. وضربت مثالين، الأول برئيس الاتحاد الأوربي لكرة القدم يوهانسون، ومدى المؤازرة والمساندة والمساعدة التي حصل عليها من الأوروبيين في معركته ضد بلاتر، وكيف أنه خاض الإعادة، وكان قريباً من الفوز لولا مساندة الراحل الأمير فيصل بن فهد، ومن بعده ابن همام لبلاتر، فوصل إلى المنصب على أكتاف العرب، والمثل الثاني وهو حياتو فقد فشل فشلاً ذريعاً حتى فى احتواء الأفارقة، ما جعله يخسر بفارق رهيب أمام بلاتر. وقلت بالحرف الواحد إن ابن همام واجهة عربية مشرفة وقد لا يفوز، ولكن على الأقل نضمن له منافسة شرسة تؤكد مدى قوة العرب وترابطهم، وتوقعت أن يلقى مقالي هذا تأييداً من الكثيرين في عالمنا العربي، خصوصاً أنني ضربت أمثلة عدة عن الخلاف المصري - الجزائري، وطالبت باحتوائه والتغلب على تبعاته، التي ما زالت تهز أرجاء الإعلام في البلدين، وما زالت آثاره موجودة في كل المناسبات الدولية التي تجمع أبناء البلدين. ولكن وبكل أسف يبدو أنني كنت واهماً، فقد تلقيت رسائل عدة تهاجمني بضراوة، وتتهمني تارة بالدفاع عن الكيان القطري، وتارة أخرى بالمساندة والتأييد للكيان الجزائري! أي والله الكيان الجزائري والكيان القطري، كلنا طبعاً يعلم أن كلمة الكيان تطلق في عالمنا العربي على إسرائيل فقط لا غير، والبعض الآخر انتقدني بشدة، واتهمني بأنني مصري بصورة مبالغ فيها، وأنه من العيب أن أتكلم عن مصر بهذه الدرجة من الحب والاحترام! وأنه كان يجب علي أن أنسى أننى مصري ولا أفكر بالطبع في أنه كانت هناك رسائل عدة تقدر ما كتبته وأفترض بل وتطلب مني أن ننشئ موقعاً خاصاً على الفيس بوك لمساندة وتأييد ابن همام للترشح لرئاسة «الفيفا»، وهذا هو ما كنت أتمناه وأمل به، فالرجل عربي ابن عربي يتكلم مثلنا ويحلم أحلامنا، يختلف معنا ونتفق معه، نهاجمه ونؤيده ونسعد به، ونتألم من أجله، وفي النهاية هو من أرضنا الطيبة، يعلم كل ما نحلم به، بل ويحلم معنا مثلاً بأن ينظم العرب كأس العالم للكبار. ويحلم معنا بأن يصبح الاتحاد العربي معترفاً به في العالم، ويحلم معنا بأن يصبح اللاعب العربي نجماً في كل ملاعب العالم، ويحلم معنا بأن تصبح الدول العربية قبلة لكل فرق العالم، حيث البطولات والمباريات، ويحلم معنا بأشياء كثيرة نتمناها للكرتين العربية والعربية، ولكن أبداً ليس كياناً معادياً بل شقيق ابن شقيق، تلزمه المساندة والمساعدة والتأييد، حتى مع من اختلفوا معه في انتخابات المكتب التنفيذي، فبالطبع نختلف لأن المنافس كان غريباً، فلم يكن هناك حرج على أحد، أما الآن فالوحدة مطلوبة والمساندة ممن كانوا ضده، ويجب علينا أن نثبت للعالم أجمع أن العرب هم العرب، تعرفهم في الشدة يداً واحدة، وأتمنى أن أجد ابن همام على كرسي «الفيفا»، فاتحدوا يا عرب. [email protected]