هل آن الأوان أن يتولى عربي رئاسة «الفيفا»؟ هل يستطيع محمد بن همام أن يزيح بلاتر من على عرشه، الذي أجلسه عليه ابن همام نفسه عندما سخّر له طائرة خاصة وأموالاً طائلة للصرف على معركته الانتخابية أمام حياتو؟ وقبلها كان الأمير الراحل فيصل بن فهد يقود حملة إنجاح الرجل أمام يوهانسون، ويومها وعد بلاتر بأنه لن يستمر في رئاسة الاتحاد الدولي أكثر من دورتين يعني 8 سنوات على الأكثر، وأذكر أن رئيس الاتحاد المصري في ذلك الوقت اللواء حرب الدهشوري كان مناهضاً لبلاتر، بل إنه سعى بكل قوة لإنجاح يوهانسون، ولكن كل محاولاته باءت بالفشل، لأن سلاح المال كان هو الأقوى، فنجح بلاتر بعد جولة إعادة وسقط يوهانسون، وتكرر الأمر نفسه في الدورة التالية عندما أعلن رئيس الاتحاد الأفريقي عيسى حياتو ترشيح نفسه لقيادة الاتحاد الدولي معتمداً على قوة أساسية وهى 52 اتحاداً أفريقياً، إضافة إلى مساندة ودعم الاتحاد الأوروبي بقيادة يوهانسون الذي أراد رد الصفعة لبلاتر من خلال حياتو، وكانت كل المؤشرات تشير إلى تفوق حياتو لولا تدخل ابن همام ووضعه كل إمكانات دولة قطر تحت تصرف بلاتر بالكامل، بل إنه تكفّل بالصرف بالملايين إضافة إلى تسخيره طائرة خاصة لبلاتر في كل تحركاته، بل إن ابن همام زار معظم الدول الأفريقية داعماً ومؤيداً لبلاتر، والكثير من الدول الآسيوية التي يترأس اتحادها ابن همام، فكانت النتيجة أن عيسى حياتو لم يحصل حتى على نصف أصوات القارة الأفريقية، وأن بلاتر نجح باكتساح في هذه الدورة، وبعدها أعلن حياتو التوبة، ورفض بإصرار خوض التجربة مرة ثانية، والأكثر من ذلك أن ابن همام أعلن هو الآخر أنه يفكر في الترشح لرئاسة الاتحاد الدولي لتبدأ المعركة الحقيقية، فبلاتر يعتمد أساساً على أصوات أفريقيا بفضل مساندة حياتو ومصطفى فهمي، إضافة إلى أميركا الشمالية والجنوبية وبعض أصوات أوروبا، وأيضاً بدأ بمغازلة العرب عندما زار السعودية وأثنى كعادته على التجربة السعودية، وإن لم يستطع أن يعطي وعداً قاطعاً بإسناد تنظيم كأس العالم إلى دولة عربية، وابن همام زار بعده وقبله السعودية وأعلن تنازله عن الترشح لرئاسة الاتحاد العربي وتزكية ترشيح سلطان بن فهد لفترة جديدة، وهو ما نزل برداً وسلاماً على الرجل وكل أرجاء الاتحاد العربي، وبلاتيني قرر القيام بجولة عربية قريبة جداً لشرح برنامجه الانتخابي وخطته الطموحة للنهوض بكرة القدم في العالم والمعركة تشتد يوماً بعد يوم، ولكن وبكل أسف لم نجد للعرب كلمة واحدة، بل إنهم لم يفكروا في الاجتماع لمساندة ابن همام، وأقولها واضحة إنه واجب على كل عربي أن يعلن من البداية مساندة ابن همام حتى ولو كانت هناك خلافات من العيار الثقيل مع الرجل، لكنه في النهاية ممثل للعرب، وليس عيباً على الإطلاق أن نساند بكل قوة مرشحاً عربياً يمكننا أن نعتمد عليه في الكثير من القضايا والأزمات والتجربة واضحة، فلدينا رئيس الاتحاد الدولي لكرة اليد حسن مصطفى، ولدينا رئيس الاتحاد الدولي للسباحة من الجزائر الشقيق، ورئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى من السنغال، إذاً القضية فقط تحتاج إلى التنسيق وإلى توحيد المواقف والوقوف صراحة خلف مرشح عربي يتمتع بفكر وعقلية ناضجة، وهو قادر بكل المقاييس على النهوض بكرة القدم في العالم بصفة عامة وفي عالمنا العربى بصفة خاصة، فهل نشجع ونعطي الرجل المؤازرة والمساندة اللتين ستمكنانه من الإعلان عن ترشيح نفسه وضمان 22 صوتاً عربياً لتكون حجر الأساس في معركة طويلة وشرسة تستحق أن نتضافر جميعاً وأن نتكاتف لإنجاح مرشح عربي لرئاسة «الفيفا» أو على الأقل لخوض معركة مشرفة يظهر فيها العرب للمرة الأولى متحدين؟ أرجو وأتمنى ذلك. [email protected]