بات على"غوغل"الذي يتربع على عرش الانترنت أن يضع في حساباته موقع التواصل الاجتماعي"فيسبوك"الذي نجح خلال ست سنوات فقط بمنازعته السيطرة على الشبكة العنكبوتية، مع رؤية مختلفة جذرياً. وأقر مؤسس"فيسبوك"مارك زاكربرغ أن"تنافس المؤسستين في مجالات عدة هو أمر واضح". والبليونير الأصغر في العالم والذي تقدر ثروته ب 6,9 بليون دولار، لم ينف الهدف الذي لاحظته صحافية من محطة"سي بي أس"وهو رغبته"السيطرة على شبكة الانترنت بكاملها". بالنسبة إلى البعض، يشكل صعود"فيسبوك"الصاروخي"شبكة إنترنت ثانية". وقد تكون"ربما قيمة أكثر من الأولى، إذ إننا جميعنا متصلون ببعضنا البعض في إطارها"، على ما يقول لو كرنر محلل قطاع الإنترنت لدى مؤسسة"ويدبوش سيكيورتيز". ويأتي موقع التبادل هذا كنقيض كلي لموقع"غوغل"الذي يضمن الحياد في المعلومات التي يقدمها. ويبدو أن الاختلاف يلقى إعجاباً مهماً:"فيسبوك"يحصي أكثر من نصف بليون مستخدم مسجل. اعتباراً من الربيع الماضي، راح"فيسبوك"يضاعف من ابتكاراته التي تجعله يتقدم باتجاه معاقل"غوغل". وقد تهدد خدمته للرسائل مع عنوان بريدي خاص به يؤمنه لمستخدميه، نفوذ"جي ميل"وقدرته. هناك أيضاً وظيفة"كويستشنز"أسئلة وهي محرك بحث يتيح لمتصفحي موقع التبادل الاجتماعي هذا تلقي إجابات على أسئلتهم من اقتراحات أعضاء"فيسبوك"وليس من خلال برامج إلكترونية محددة. ويدفع ذلك بعض المراقبين إلى خلاصة مفادها أن"فيسبوك"و"غوغل"، يخوضان حرباً مقنعة وتحديداً في مجال التوظيف. فمئتان من موظفي"فيسبوك"أي 10 في المئة من مجموع مستخدميه كانوا يعملون سابقاً لدى"غوغل". وبهدف وضع حد لهذا النزف، اتخذ"غوغل"قراراً برفع الأجور 10 في المئة. وعلى رغم ذلك لم يحد"فيسبوك"من ازدهار"غوغل"، وإنما أضاف جديداً بهدف"توسيع سوق الإنترنت". ويساهم صعود"فيسبوك"أيضاً في خدمة بعض مصالح"غوغل"، إذ يستطيع مؤسساه لاري بيدج وسيرغي برين القول بسهولة للسلطات التي تعنى بالمنافسة في أوروبا كما في الولاياتالمتحدة:"كما تعلمون، لدينا منافس قوي"، على ما يؤكد سوليفان. ويجد"غوغل"عزاء في نقطة أخرى، فالمدافعون الشرسون عن خصوصيات البيانات الشخصية يجدون في"فيسبوك"هدفاً آخر لهم.