يناسبني أن تكون جميلة، عملية ومريحة"،"افضلها عادية لا تلفت الأنظار"،"أتمنى أن تكون عصرية بكل ما فيها". ماسبق ليس مواصفات سيارة يحلم شاب سوري باقتنائها أو قطعاً من الأثاث اشترتها العائلة الكريمة فرحاً بزواج ابنها البكر. إنها بعض المواصفات الواجب توافرها في "شريكة العمر"التي باتت ظاهرة منتشرة بين غالبية الشباب السوري. يقول سامر 28 سنة:"أريدها محجبة ومثقفة، كما يجب أن تكون ربة منزل بامتياز، وإلا لن أتزوج أبداً". معززاً قناعته بأسباب عدة تبدأ بأن"الفتاة المحجبة توحي بالعفة والطهارة أكثر من غيرها"، وتنتهي باعتبارين الأول انه رجل شرقي يغار على امرأته والثاني أن"الحجاب يخفي مفاتن البنت ويحميها من المضايقات التي تحصل مع الكثيرات في هذه الأيام". بالإضافة إلى السبب الأكثر أهمية والمتمثل ب"عادات العائلة وتقاليدها"التي لا تسمح بانضمام غير المحجبات إليها. ويؤيد هذا الرأي أحمد 24 سنة الذي يقول انه لن يقدم على الزواج إلا من محجبة وعندها سيحرص على إخفاء شعرها بالكامل لكنه سيمنحها إمكان ارتداء ملابس أنيقة و مجاراة"الموضة". حجاب الأخلاق أما غيث 25 سنة فيفضلها"ملتزمة وغير محجبة"ولا تعنيه ثقافتها بمقدار جمالها لأن المظهر الخارجي من اهم متطلباته، ويقول:"احب أن يحسدني الجميع على جمال زوجتي، الذي بدوره يرضي غروري بأنني استحققت الأفضل". ويشير غيث إلى أن من غير المقبول"أن نعتبر غطاء الرأس مؤشراً إلى تدين الفتاة وحسن أخلاقها". أما"هي"التي قد تبحث في مقتبل العمر عن شاب وسيم يملك التحصيل العلمي والمال والجاه واضعة الكثير من الشروط"التعجيزية"أحياناً، فنجدها في الكثير من الحالات مستعدة لفعل أي شيء هرباً من لقب"عانس"كحال مها التي طرقت أعوامها باب الثلاثين، تقول:"أقنعتني أمي وتجربتي بأن حجابي سيأتيني برجل أتزوجه وأتمنى ألاّ يطول انتظاري فأنا لا احتمل كلام الناس ونظرات الجارات المليئة بالشفقة!". علا الشامي 23 سنة تقول:"لا يحق لأحد التشكيك بأخلاقي لأني غير محجبة ولن أغير قناعاتي ومبادئي من أجل عريس الغفلة". وتضيف:"أعتقد أني متصالحة مع نفسي اكثر من اللواتي يغطين شعرهن ويتعمدن إبراز مفاتن أجسادهن للفت الانتباه. كما أني قادرة على حماية أنوثتي من دون أي أقنعة مزيفة"، متسائلة:"لماذا لا تترك للمرأة حرية الاختيار، فالتي تريد أن تتحجب فلتفعل من دون توجيه أصابع الاتهام لمن تريد التحرر من ذلك؟". وتؤكد علا أنها باقية على حالها حتى إن لم تتزوج أبداً، بخاصة أن"الحجاب"بات مطلباً اجتماعياً أكثر منه قناعة دينية ذاتية. وترد غالبية المحجبات، على اختلاف أسباب حجابهن وأشكاله، بأن غطاء الرأس لم يمنعهن من عيش حياة طبيعية ومنتجة. ف"الحجاب ليس حجاباً للعقل"على حد تعبير رولا 25 سنة، عاملة و أم لطفلين التي تعتبره فرضاً وسترة وحماية للفتاة إذا ماكان نابعاً من قناعة كاملة بوجوب إخفاء مفاتن الجسد مع ضرورة"إظهار قدرتي كامرأة فعالة في المجتمع تحترم الآخر على رغم اختلافه عنها"فيما تجد أخريات أن"الحجاب أمر مسلم به وضرورة نشأن عليها بدءاً من سن البلوغ". وعلى الضفة الأخرى، ينظر بعض الشباب السوري إلى موضوع الحجاب باعتباره"حرية شخصية بحتة"، لا يشكل عائقاً أمام الزواج ولا شرطاً له. فما يعنيهم هو"الحجاب المعنوي"للفتاة المتمثل بالأخلاق والتربية السليمة، وهو معيار نسبي يختلف بين شاب وآخر. وإن كانوا يجمعون على شرط الجمال أو"الشكل المقبول"كل على هواه، إلا انهم يولون الأهمية الكبرى للتكافؤ الاجتماعي والتقارب الفكري.