أكّدت دراسة حديثة تزايد انتشار الإصابة بالسكتة الدماغية بين اليمنيين بمعدلات جعلت منها معضلة صحية على المستوى الوطني. وشملت الدراسة عينة مكوّنة من 4000 أسرة. وأثارت نتائجها قلقاً عاماً، إذ جاءت في وقت لا تزال درجة الوعي بهذه الإصابة ضعيفة، مثل حال الجاهزية الطبية لإنقاذ المصابين بهذا النوع من السكتة. وبيّنت الدراسة التي تعتبر أولى في هذا المجال، أن أربعة أشخاص من كل ألف يمني يصابون بالسكتة الدماغية. ومن بين 119 حالة جرى تشخيصها بالأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي، شكّل انسداد الأوعية التي تغذي الدماغ 79,8 في المئة من الإصابات بالسكتة الدماغية، مقابل 20,2 في المئة للنزيف في المخ. وبحسب هذه الدراسة التي صدرت من"الجمعية اليمنية للعلوم العصبية"، تأتي ثلث الوفيّات المُسجّلة في المستشفيات اليمنية، من الإصابة بالسكتة الدماغية. وأكّدت الدراسة أن معظم المُصابين بالسكتة الدماغية من الذكور، مع وجود أعلى نسبة إصابات في الفئة العمرية بين 40 و60 سنة. وتبعاً للحال الاجتماعية للعيّنة، يشكّل المتزوجون 80 في المئة من المصابين بالسكتة و42.63 في المئة أميّون، وأكثر من 50 في المئة ليس لديهم عمل. ولاحظت الدراسة التي نفّذتها كلية الطب في جامعة صنعاء، أن 70 في المئة من المصابين بالسكتة الدماغية يتعاطون مضغ نبات القات، و44.8 في المئة يدخنون التبغ، و22 في المئة مصابون بمرض السكري. ويعاني 15 في المئة منهم أمراضاً في القلب، و23 في المئة أصيبوا بأمراض متنوّعة. وتسبّبت السكتة في إصابة ما يزيد على 66 في المئة من الحالات بالعجز. ويذكر أن دراسات سابقة بيّنت أن بعض مستخلصات نبتة القات يُنبّه الجهاز العصبي المركزي، إضافة إلى قدرته على رفع حرارة الجسم، وزيادة ضغط الدم الشرياني، ورفع معدل ضربات القلب وزيادة شدّتها. وأظهرت هذه الدراسات أن للقات تأثيراً على زيادة نسبة السكر في الدم، ما يجعل متعاطيه أكثر عرضة للإصابة بمرض السُكّري، كما يخفض نسبة البروتين في الدم. وأوصت الدراسة بإنشاء أقسام متخصّصة بالإمراض العصبية في المستشفيات الرئيسية في البلاد، ورفع مستوى الوعي الصحي بالأمراض العصبية، خصوصاً السكتة الدماغية، ومعالجة عوامل الخطر المتّصلة بهذا المرض، وإنشاء مراكز إحصاء متخصّصة بجمع البيانات عن السكّتة ومراجعتها وتحليلها ونشر نتائجها. وأوصت الدراسة برفع مستوى الوقاية منها، والحد من حدوث المضاعفات عِبر تطوير وسائل العلاج، وإنشاء مراكز لإعادة تأهيل المرضى المعاقين ومساعدتهم على استعادة نشاطاتهم، وأخيراً، إجراء دراسات تحليلية عن عوامل الخطر. تعرف الى السكتة تأتي السكتة الدماغية في المرتبة الثالثة بين الأمراض المتصلة بالوفيات عالمياً. وتحلّ أولى في أسباب حدوث إعاقات عند البالغين. وهناك 4 أنواع من السكتات الدماغية، أكثرها شيوعاً السكتة الدماغية التي تسبّبها التجلّطات التي تسدّ الأوعية الدموية. وهناك السكتة الناجمة عن نزيف في الشرايين التي تصل الى الدماغ، والسكتة التي تتأتى من نزيف في الأغشية الخارجية المحيطة بالدماغ. وتعتبر التجلّطات أكثر أشكال السكتة شيوعاً، إذ تمثّل40 في المئة من حالاتها. وعلى رغم أن السكتة الدماغية شائعة بين المسنين، فإن الأطفال والشبان البالغين معرّضون لها. تبدأ أعراض السكتة الدماغية بالصداع والدوخة وتغيّر في درجة التيّقظ ذهنياً، واضطراب في الرؤية، وصعوبة في النطق والبلع، وضعف أو شلل في أحد أطراف الجسم. وتعتبر هذه العلامات إنذاراً بقرب حدوث السكتة. ويمكن أن تختفي في أقل من 24 ساعة. ومن المستطاع تجنّب السكتة الدماغية بمعرفة أسبابها، كما يمكن تخفيض مخاطرها بإتباع نمط حياة صحي، والذهاب الى المستشفى عند ظهور أعراض تنذر بإمكان حدوثها. ويملك ما يتراوح بين 25 و 50 في المئة من ضحايا السكتة الدماغية تاريخاً من الإصابة بنوبات مُصغّرة منها. ويصاب 35 في المئة من ضحايا النوبات المُصغّرة بسكتة دماغية كبيرة في غضون خمس سنوات، ما لم يجر تدارك حالاتهم. ويدرك 8 في المئة من المصابين بالنوبات المُصغّرة أن ما يعانونه يأتي من معاناة الدماغ. وتشمل قائمة العوامل المؤهلة للإصابة بالسكتة، البدانة، التدخين، ارتفاع ضغط الدم الشرياني، تصلّب الشرايين، ارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم، أمراض القلب واضطرابات دقّاته، حبوب منع الحمل، زيادة عدد كريات الدم الحمر، تقدّم العمر، عوامل الوراثة وعناصر الصحة الشخصية وغيرها.