اشارت دراسات مدرسة هارفرد الطبية الى وجود مورث خاص عند الانسان يجعله عرضة لتكرر الاصابة بالسكتة الدماغية الناجمة عن نزف في الدماغ. ويلعب هذا المورث دوراً في استقلاب الشحوم من خلال حمله تعليمات تؤدي الى صنع بروتين يتدخل في هذه الوظيفة، علماً ان دراسات سابقة وجدت ان لهذا المورث دوراً في تطور مرض الزهايمر ايضاً. ولا يحدد هذا الجين، ذو الوظيفة الجديدة، الاشخاص الذين سوف يصابون بالمرض، بل يصنف المرضى الذين سوف يتعرضون مرة ثانية لمثل هذه الحالات. وقد وجد عند 14 مريضاً من اصل 18، تكررت لديهم نوبات السكتة الدماغية. يتألف هذا المورث من ثلاثة أنواع، اخطرها النوع الثاني. وتعود آليته في حدوث النزف الى انه يؤدي الى الاصابة بمرض ناجم عن توضع بروتين خاص، يدعى "اميلويد"، في الأوعية الدموية الدماغية، مسبباً الهشاشة في جدرانها وبالتالي زيادة احتمال حدوث النزف. ولم يجد الدارسون اي فائدة من تحري هذا المورث عند جميع المعمرين، لعدم اكتشاف اي علاقة بين وجوده وبين حدوث نوبة السكتة الدماغية للمرة الأولى. تحدث السكتة الدماغية اما من نقص التروية في الدماغ نتيجة لتضيق احد شرايينه، او من النزف الدماغي الحاصل من تمزق احد الأوعية الدموية الشعرية. وتبدو اعراضه بشكل سريع مفاجئ خلال دقائق، بعلامات تدل على تخرب في الدماغ يختلف بحسب المنطقة المصابة. وتزداد نسبة الاصابة مع تقدم العمر، مع زيادة خفيفة لهذه النسبة بين الرجال. وتلعب عوامل عدة دوراً مهماً في تطور هذا الاختلاط الخطير، مثل ارتفاع الضغط الدموي والتدخين والسكري وأمراض القلب والأوعية واحترار الدم وتناول الستيروئيد والسمنة وارتفاع الكوليسترول وتناول الكحول المفرط. ويعتبر انذار هذه الحالة سيئاً بشكل عام، اذ يؤدي الى نسبة وفيات تقدر ب40 في المئة في الأسبوع الأول. وتبلغ نسبة الوفيات عند الناجين بين 5 و10 في المئة سنوياً، وبشكل عام لا تتجاوز نسبة الشفاء 40 في المئة، مع العلم ان وجود ميلان العين او الشلل النصفي هما علامتان سيئتان. وتهدف جميع الخطط لعلاج هذه الحالات، التي تؤدي الى العبء الكبير سواء على المجتمع او على عائلة المصاب، الى منع حدوث المرض، وذلك عبر السيطرة على عوامل الخطورة السابقة وخصوصاً منها ارتفاع الضغط والتدخين والسكري وارتفاع شحوم الدم