أظهرت دراسة سنوية حققها"مشروع الكربون العالمي"، وهو ائتلاف لهيئات بحثية دولية، ان الانبعاثات العالمية من ثاني أوكسيد الكربون، المسؤول عن ارتفاع درجة حرارة الأرض، في طريقها إلى تحقيق رقم قياسي عام 2010، مدفوعة إلى حد كبير بالاقتصادات المزدهرة في الصينوالهند واعتمادهما على الفحم. وأضافت الدراسة ان الانبعاثات السنوية انخفضت بنسبة 1.3 في المئة عام 2009، مقارنة بعام 2008، بسبب الأزمة المالية العالمية، لكن الهبوط كان أقل من نصف الانخفاض المقدر قبل سنة. وقال المدير التنفيذي للمشروع بيب كانادل، وهو أحد مؤلفي الدراسة التي نشرت في العدد الأخير من مجلة"نيتشر جيوساينس":"كانت المفاجأة الحقيقية أننا كنا نتوقع تراجعاً أكبر لانبعاثات الوقود الأحفوري بسبب الأزمة المالية". وأضاف ان بيانات جديدة وتقليل الخسائر من الغابات الاستوائية أظهرت انخفاضاً في الانبعاثات الناتجة عن إزالة الغابات، وتمثل الآن نحو 10 في المئة من الانبعاثات البشرية المسببة للاحتباس الحراري، مشيراً إلى ان انخفاض عام 2009، سيثبت انه ظاهرة مؤقتة، فيما أفادت دراسات سابقة أنها تمثل بين 12 و17 في المئة. وصرح كانادل ل"رويترز"عبر الهاتف من كانبيرااستراليا ان الانبعاثات من الوقود الأحفوري كان يُتوقع ان ترتفع بنسبة تزيد على ثلاثة في المئة عام 2010، في حال بقي النمو الاقتصادي على الطريق الصحيح، ما يمثل عودة إلى معدلات النمو المرتفعة في الفترة بين عامي 2000 و2008. وقال ان"الآثار المترتبة على هذا النوع من معدل النمو، هو أننا نتحرك في سرعة إلى ما بعد هدف درجتين مئويتين من ارتفاع درجة الحرارة"، في إشارة إلى مستوى يتجاوز ذلك الذي يقول علماء إنه يعرض العالم لأخطار"خطيرة"على صعيد تغير المناخ. ويساعد الطلب النهم على النفط والفحم والغاز من الصينوالهند والبرازيل على دفع هذه الزيادة. وأضاف كانادل، وهو من كبار العلماء في منظمة الكومنولث للبحوث العلمية والصناعية، وهي أعلى هيئة بحثية في استراليا:"تأخذ الاقتصادات الناشئة حصة أكبر من الإنتاج العالمي للثروة، وتفعل ذلك بنظم في مجال الطاقة أكثر تكثيفاً على صعيد الكربون". وخلال عام 2009 كانت انخفاضات انبعاثات الوقود الأحفوري أكبر في الدول المتقدمة، فانخفضت في الولاياتالمتحدة، ثاني أكبر مصدر لتلوث الكربون في العالم، بنسبة 6.9 في المئة، وفي بريطانيا بنسبة 8.6 في المئة، وفي اليابان بنسبة 11.8 في المئة. لكن انبعاثات الصين، أكبر مصدر لتلوث الكربون في العالم، ارتفعت بنسبة ثمانية في المئة، بينما ازدادت الانبعاثات في الهند بنسبة 6.2 في المئة وكوريا الجنوبية بنسبة 1.4 في المئة. وجاءت هذه النتائج قبل أسبوع من بدء محادثات بإشراف الأممالمتحدة في شأن المناخ في المكسيك، بهدف إيجاد وسيلة للدول للتوصل إلى اتفاق أكثر صرامة للحد من الانبعاثات. وعزا العلماء أسباب ارتفاع مستويات ثاني أوكسيد الكربون والغازات الرئيسة المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري.