الصراع المشتعل الذي تشهده قمة الدوري المصري هذا الموسم هو أجمل ما فيه.. وعلى رغم أننا كنا نتمنى أن يكون هذا الصراع بين أكثر من فريق حتى تزداد حلاوة وروعة المسابقة إلا أن الصراع يبقى وكعادته بين الأهلي والزمالك. فالأخير نجح في إعادة بناء نفسه تحت قيادة حسام حسن، واستطاع أن يستعيد الأبيض بريقه المفقود، لكن الغريب أن الزمالك كلما اقترب من البطولة ابتعد عنها وفقد نقاطاً بسهولة كالتي فقدها في مباراة انبي وطلائع الجيش، وهو ما يدعو إلى التأكيد بأن الزمالك إذا أراد أن يستمر في صراعه الحقيقي نحو البطولة فعليه أن يحل أزمة حراسة المرمى أولاً، وعلى مدير الكرة إبراهيم حسن أن يقلل من تصريحاته التي غالباً تفتح عليه أبواب أزمات الزمالك التي هو في غنى عنها وله في توأمه حسام أسوة حسنة بعدما اكتسى بثوب الخبرة والهدوء والرصانة ليضع نفسه وسط المدربين الكبار الذين ينتظرهم مستقبل أكبر وأكبر - أما أجمل ما في الزمالك خلال الموسمين الأخيرين فجماهيره الرائعة التي تضرب في كل مباراة أكبر أمثلة الوفاء لفريقهم حتى في أصعب الأوقات. والأهلي يظل الأقرب والمرشح الأول دائماً للقب لما يمتلكه من عناصر قادرة على صنع الفارق في الأوقات العصيبة ناهيك عن عناصر الخبرة وعناصر الشباب التي تكتظ بها صفوف الفريق ولو ركز بتأنٍّ في دكة بدلاء الأهلي لاكتشف أنها وحدها فريق متكامل وهذا هو الفارق بين الأهلي وغيره، ولكن ما يحزنني شخصياً هذا الموسم هو انقسام بعض الجماهير الأهلاوية على نفسها ما بين مؤيد لحسام البدري وهم الغالبية ومعارض للرجل وصل حد معارضتهم له إلى درجة رفع لافتات مناهضة، وهي ظاهرة خطيرة لم يتعود عليها الأهلي وتمثل خطراً حقيقياً يهدد مسيرة الفريق إن لم يتم تداركه سريعاً. ومع كامل احترامي للفرق الأخرى فإن قدرتها على المنافسة تبقى أقل، فحتى في الأوقات التي يقدم لهم فيها الأهلي والزمالك هدايا ثمينة بفقدان نقاط أو تعثر في بعض محطات المشوار يرفضون هذه الهدايا واسألوا انبي والإسماعيلي الذي لا يهزمه المنافسون بقدر ما تهزمه أزماته وصراع الكراسي سواء داخل مجلس الإدارة أو في مجلس الشعب، وهي أزمات نجد فريق الكرة نفسه طرفاً فيها شاء أم أبى، أما الظاهرة التي تستحق كل الاحترام والتقدير فهي النادي المصري الذي يحظى باستقرار فني نجح في تحقيقه الرائع مختار مختار واستقرار إداري نجح فيه رئيس النادي كامل أبوعلي وينعم الفريق بمجموعة رائعة من النجوم وقبلهم جماهير متحمسة ومتعطشة لبطولة أظن أنها لم تعد بعيدة كثيراً عن المصري، بشرط أن يحافظ الجميع على كل عوامل النجاح التي ينعم بها المصري الآن. [email protected]