اطلقت قوات الامن في العاصمة الغينية كوناكري امس، الرصاص على متظاهرين في محاولة لوقف اشتباكات وأعمال نهب في وقت تفجرت أعمال عنف في مدن اخرى بعد تأجيل جولة الاعادة في الانتخابات الرئاسية التي كانت مقررة هذا الاسبوع إلى أجل غير مسمى. وتفاقم التوتر بسبب اشاعات عن تعرض مجموعة من المؤيدين لأحد المرشحين للتسمم في شكل متعمد. وكان من المقرر إجراء جولة الاعادة بين رئيس الوزراء السابق سيلو دالين ديالو ومنافسه الفا كوندي امس، لكن الاستعدادات للانتخابات شابتها خلافات داخل مفوضية الانتخابات وأعمال عنف بالشوارع. وقال أحد سكان حي ديكسين في كوناكري ان"قوات الامن انتشرت وسمعنا دوي أعيرة نارية وهرع الناس إلى المنازل". وسرت أنباء ايضاً عن وقوع اشتباكات حول سوق كوناكري وهو بؤرة توتر محتملة وفي بلدتي كانكان وسيغيوري. وقال شهود ان الهدوء عاد في وقت لاحق. وارجأت اللجنة الانتخابية التي يرأسها رجل من مالي بسبب شكوك حول نزاهة الرئيس السابق للجنة، الانتخابات إلى أجل غير مسمى. ولم يتقدم أي من المعسكرين المتنافسين بشكوى من التأجيل. وبعد فترة قصيرة من اعلان التأجيل سرت اشاعة التسمم في انحاء المدينة التي يلفّها التوتر السياسي. وقال مسؤول بارز في الشرطة"ان اشتباكات اندلعت في كل مكان بعد انتشار الاشاعة". وقال مصطفى نايت الناطق باسم كوندي ان شخصاً قتل وأُصيب أكثر من 100 آخرين بالتسمم. وأضاف ان تحقيقاً أولياً اظهر ان مادة حمضية وضعت في مشروبات انصار كوندي اثناء اجتماع. وأعلنت الشرطة انه لم يتسن التأكد من أنباء التسمم، لكن تحقيقاً بدأ لمعرفة الحقيقة. وأُفيد بأن حوالى 60 شخصاً عولجوا الجمعة في قسم الطوارئ في مستشفى ايناس دين. ونقل ضابط في الشرطة عن شهود ان فتاة تبلغ من العمر 15 سنة كانت شربت الماء اثناء اجتماع كوندي لفظت انفاسها الاخيرة بعدما تقيأت دماً. وقال ضابط الشرطة انه"اضافة الى هذه الفتاة التي توفيت في المستشفى اصيب كثير من الاشخاص بجروح في اعمال عنف استغلها اشخاص لنهب بعض المتاجر". وتستهدف الانتخابات إكمال عملية استعادة الحكم المدني في غينيا بعد نحو عامين من انقلاب في أكبر دولة مصدرة للبوكسايت في العالم. وستكون هذه اول انتخابات حرة منذ استقلال غينيا عن فرنسا في 1958.