كوناكري - رويترز - أفاد شهود في غينيا ان شخصاً قتل وجرح عشرات آخرون في اشتباكات بين مؤيدي المتنافسين الرئيسيين في انتخابات الرئاسة في شوارع العاصمة كوناكري امس. وعلى الأثر، أعلنت الحكومة تعليق الحملات الانتخابية ولكن لم يكن هناك مؤشر فوري الى تأجيل الانتخابات المزمع اجراؤها في 19 الشهر الجاري، والتي تهدف الى اعادة الحكم المدني الى اكبر دول العالم في تصدير البوكسيت. واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق الحشود. وأتت الاضطرابات بعد يوم من اندلاع أعمال عنف بين مؤيدي ابرز مرشحين رئيس الوزراء السابق سيلو دالين ديالو ومنافسه الفا كوندي. وقال مصطفى نايتي الناطق باسم حزب تجمع الشعب الغيني الذي ينتمي اليه كوندي: «سجلنا مقتل شخص واحد على الأقل برصاص منافسينا وأصيب الكثير. ونهب مكتبنا في هامدالاي (ضاحية في كوناكري)». وأكد انصار ديالو وقوع الاشتباكات لكنهم نفوا إطلاق أي من مؤيديه النار وقال إنهم تعرضوا لهجوم من قبل انصار كوندي. وشوهدت بركة من الدماء في مكتب حزب تجمع الشعب الغيني في هامدالاي. وقدر شهود عدد المصابين خلال الساعات ال48 الاخيرة بحوالى 50. وجرت الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في 27 حزيران (يونيو) الماضي. وتأتي الاشتباكات بعد قرار محكمة الاسبوع الماضي سجن مسؤولين بارزين في اللجنة الانتخابية اتهما بالتلاعب في نتائج الجولة الاولى من التصويت. وقال سليمان باه الناطق باسم حزب اتحاد القوى الديموقراطية لغينيا الذي يتزعمه ديالو ان قرار المحكمة «استهدف التسبب في انهيار اللجنة الانتخابية وبالتالي تأخير العملية الانتخابية كي لا تجرى الجولة الثانية» في 19 الجاري. واتهم رئيس اللجنة الانتخابية بن سيكو سيلا ورئيس التخطيط في اللجنة الحاج بوبكر ديالو بسحب بعض اوراق النتائج بطريقة غير قانونية في الجولة الاولى من التصويت وصدر حكم بسجن كل منهما لمدة سنة. ووجه حزب تجمع الشعب الغيني الذي يتزعمه كوندي الاتهامات للرجلين. لكن قبل سجن المسؤولين الانتخابيين كانت بعض النتائج من الجولة الاولى ألغيت وظهرت شكوك في شأن الاستعدادات للانتخابات ما اثار مخاوف من امكانية الطعن في جولة الاعادة وبالتالي اندلاع العنف. وقال شهود ان اشتباكات الاحد انتهت بحلول الظهر، لكن الشرطة ألقت القبض على عدد من الاشخاص. وقال حزب اتحاد القوى الديموقراطية لغينيا ان 24 شخصاً اصيبوا في اشتباكات السبت. وتسعى غينيا الى العودة الى الحكم المدني بعد انقلاب أتى بحكومة عسكرية عقب وفاة زعيم البلاد لاسانا كونتي عام 2008. وسيخوض ديالو الجولة الثانية متصدراً السباق بعدما حصل على 43.69 في المئة من الاصوات في الجولة الاولى في مقابل 18.25 في المئة لكوندي. وينتمي ديالو وكوندي لمجموعتي بيول ومالينكي العرقيتين على التوالي، وتثور مخاوف من اندلاع اشتباكات بين المجموعتين اذا تم الطعن في نتيجة الجولة الثانية.