ولّى فصل الصيف وذهبت معه بعض الفواكه الصيفية الطازجة، لكن هذه الفواكه يمكن توافرها ومن بينها المشمش. في الماضي كان يتم تجفيف المشمش تحت أشعة الشمس، ولكن مع بداية الحرب العالمية الثانية ونظراً الى ازدياد الطلب عليه، بات معظمه يجفف صناعياً، غير أن المشمش المجفف صناعياً يختلف في قوامه وشكله ولونه عن أخيه المجفف تحت أشعة الشمس. ويستعمل المشمش المجفف على نطاق واسع، فهو يملك فوائد صحية كثيرة، وفي هذا الإطار أفادت دراسة بريطانية بأن المشمش المجفف هو أفضل غذاء لصحة الشعر والعينين والبشرة، وللوقاية من بعض الأمراض الجلدية نظراً الى غناه بالفيتامين أ الذي يعتبر أحد أهم الأسلحة لإبعاد شبح التجاعيد وانكماش الجلد. وللمشمش المجفف فوائد جمة أخرى من بينها: - الحفاظ على قوة النظر بسبب غناه بالفيتامين أ، وهذا الفيتامين مهم جداً ليس للعين وحسب بل للجلد والأغشية المخاطية. - نافع للأطفال والحوامل والمرضعات ويقيهم من أمراض سوء التغذية خصوصاً من مرض فقر الدم والضعف العام. - يساهم في معادلة حموضة الدم الناتجة عن تناول بعض المأكولات. - يشجع على إفراز مادة الصفراء الكبدية التي تسهل عملية هضم الشحوم. - يوصى بالمشمش المجفف للذين يقومون بأعمال ذهنية بسبب غناه باثنين من المعادن المهمة للمخ هما الفوسفور والمغنيزيوم. - يقلل من مستوى الكوليسترول في الدم ويحمي من الأمراض القلبية الوعائية لغناه بمركبات الكاروتينيدات التي تخلص الجسم من المركبات الضارة. إن محتويات المشمش الجاف من العناصر الغذائية هي نفسها التي نجدها في المشمش الطازج، ولكن هناك فارق في الكميات في كل منهما، ولمحاولة فهم حجم الفارق نعرض مكونات كل منهما: من ناحية السعرات الحرارية فمئة غرام من المشمش الطازج تولد حوالى 47 سعرة، أما الكمية ذاتها من المشمش المجفف فتولد أكثر من 271 سعرة، ما يعني أن الأخير غني بالطاقة، لذا يجب عدم المبالغة في أكله. إن مئة غرام من المشمش الطازج تحتوي على 85 غراماً مقابل 24 غراماً للكمية نفسها من المشمش المجفف. 100 غرام من المشمش الطازج تحتوي على 10 غرامات من السكريات في حين أن الوزن نفسه من المشمش الجاف يعطي 50 إلى 60 غراماً. بالنسبة الى الدهون ففي مئة غرام في المشمش الطازج نجد حوالى 0.10 غرام، في مقابل 0.50 غرام في المشمش الجاف. في ما يتعلق بالألياف الغذائية فإن مئة غرام من المشمش الطازج تعطي ما يقارب الغرامين، بينما الكمية نفسها من المشمش الجاف تعطي أكثر من 8 غرامات، والألياف مهمة كثيراً لتنظيم عمل الأنبوب الهضمي ومحاربة الإمساك وأمراض أخرى. بالنسبة الى الفيتامينات فهي توجد بتراكيز أعلى في المشمش المجفف مقارنة مع المشمش الطازج اللهم ما عدا الفيتامين سي الذي تقل كميته بسبب عملية التجفيف. إن محتوى المشمش المجفف من الفيتامين أ تبلغ ضعف تلك الموجودة في المشمش الطازج. أما من جهة المعادن فهي الأخرى يزداد رصيدها في المشمش المجفف مقارنة مع الطازج، وذلك بمعدل 4 الى 5 مرات أكثر.