هذه حالنا فعلاً. فالطالب الضعيف الضعيف الذي عجز عن إصلاح سلوكه والقيام بواجباته عندما رسب تحايل، وتلاعب بالكلمات حتى يسمح له بإعادة الامتحان لعله ينجح في تعديل سلوكه وإنجاز بعض الواجبات، لكنه رسب للمرة الثانية في الامتحان نفسه، فقرر تأجيل الامتحان لمرة ثالثة. والمفارقة أن الطالب هنا هو الذي يضع نظام الامتحان، ويضع لنفسه المهام والواجبات التي ينبغي القيام بها. والغريب أن الطالب المتعثر دراسياً والضعيف بنيوياً يضع لنفسه مهمات مستحيلة في ضوء قدراته وموارده، ويجتهد في التسويف وعدم الاعتراف بالفشل. لا يعترف هذا المنهج بمعطيات الواقع ولا يتعامل مع التحولات في العالم، فقد تغيّر إدراك المواطن العربي لقضايا حقوق الإنسان والديموقراطية وترسخت لديه أحكام سلبية ثابتة تجاه صدقية آليات العمل.