خيمت أجواء من التوتر على احتفالات أقباط مصر بعيد الميلاد أمس بعد اشتباكات بين آلاف المتظاهرين والشرطة في نجع حمادي 700 كلم جنوبالقاهرة، إثر مقتل ستة مسيحيين وشرطي مسلم في هجوم على مطرانية المدينة بعد قداس ليلة العيد، نفذه ثلاثة مسلحين ملثمين حددت أجهزة الأمن هوية أحدهم. راجع ص5 وتظاهر آلاف المسيحيين أمام مستشفى نجع حمادي الذي نقلت إليه جثث القتلى، واشتبكوا مع قوات الأمن التي منعتهم من التظاهر في الشارع، ما أدى إلى جرح العشرات. وكان ثلاثة مسلحين ملثمين يستقلون سيارة من طراز"فيات"خضراء اللون هاجموا أقباطاً لدى خروجهم من مطرانية نجع حمادي بعد القداس. وقال أحد الشهود ل"الحياة":"فوجئنا قبل منتصف الليل لدى خروجنا من الكنيسة بملثمين يفتحون النار علينا... شاهدنا سيارة مسرعة خرج منها اثنان ليفتحا نيران أسلحتهما الرشاشة على المصلين". وإلى القتلى السبعة، جرح 9 في الهجوم، خمسة منهم في حال الخطر. ورجحت مصادر أمنية أن يكون الهجوم مرتبطاً بالاشتباكات التي شهدتها نجع حمادي في تشرين الثاني نوفمبر الماضي، حين اغتصب قبطي طفلة مسلمة تحت تهديد السلاح، وتدخلت الشرطة والأجهزة المحلية آنذاك للصلح بين الطرفين. ولفتت إلى أن المهاجمين"عاودوا في طريق فرارهم إطلاق النار على بعض المتواجدين أمام دير الأنبا بضابا الموجود في إحدى المناطق الزراعية المتاخمة لمدينة نجع حمادي". وأكدت المصادر أن الأجهزة الأمنية حددت شخصية زعيم المجموعة، وهو مسجل خطر يدعى محمد أحمد حسين، مستبعدة وقوف إسلاميين أصوليين وراء الحادث. وأشارت إلى أنها تكثف إجراءاتها لضبط الجناة الذين رجحت أن يكونوا فروا إلى المناطق الجبلية المتاخمة لنجع حمادي، وأنها اعتقلت مشتبهاً به. واتهم مطران كنيسة نجع حمادي الأنبا كيرلس أجهزة الأمن في المدينة ب"التواطؤ"مع الجناة"بتحريض من نواب من الحزب الوطني"الحاكم. وقال ل"الحياة"إنه أبلغ الشرطة"بتلقي تهديدات بتنفيذ الهجوم من مجهولين قبل يومين". وأكد أن"الشرطة تعلم هوية منفذي الهجوم، ولم تلق القبض عليهم قبل وقوع الحادث". وتجمع نحو ثلاثة آلاف مسيحي من سكان المدينة ظهر أمس أمام ساحة المستشفى وبدأوا في رشق عناصر الأمن بالحجارة، فأطلقت الشرطة الرصاص المطاطي واستخدمت قنابل الدخان وخراطيم المياه في محاولة لتفريقهم.