"هدى"ديوان جديد للشاعر السعودي نايف الجهني صدر حديثاً عن الدار العربية للعلوم - ناشرون بيروت. وكان الشاعر أصدر دواوين عدّة منها:"سريعاً كمن لا يمر!"1998، نوافذ القيصوم 2005، من هنا 2006، شمال الروح 2007، كتاب حسمى 2008. ومن جوّ الديوان قصيدة"فكرة": عبرت سقوف البحر موجتها/ وعاد الرمل، متشحاً سؤال الوقت عن فجرٍ بعيد/ ونَسَتْ قطاف الذكريات حروفها/ ونَسَتْ موائد غيمةٍ نفضت جدائلها لريح البيت/ واتسعت ليسكنها الغياب العذب/ يغرقها بماء الصبر بابٌ مرّهُ الدربُ الخفي/ وعانقته الأمنيات على انطفاء البيت/ بالحزن الجديد.../ رُدّي بلادي طفلةً بيضاء،/ ردّيها هديلاً يانعاً... وتفتحي كالبرق في غيم المدينة/ ربكةً تأتي كيقظة شاعرٍ/ سرقته أوهامُ العبارة من مواجعه/ وغُيبَ عند سيرته حنينُ الشعر/ حين توهج المعنى ومر بلا نشيد!! لا تشتهِ امرأة جارك"رواية صدرت للكاتب السعودي محمد المرزوق عن منشورات"الغاوون"بيروت. وفي مطلع الرواية: هكذا إذاً! ختم حياته الطويلة بكوب شاي بارد، ونصف رغيف خبز يابس. اشتراه في فجر يوم صيفي رطب. صباح ذلك اليوم كانت السماء صافية، زرقاء لا غيوم فيها، ليس من العادة وجود غيوم في الصيف، فكّر حين رفع رأسه نحو الفضاء. رأى نجمة ما زالت تغالب خيوط الشمس المتسللة من بطن البحر. في انتظاره ارغفة الخبز، يلوك بين أسنانه بعض كلمات من دعاء الصباح:"وافتح اللهم لنا مصاريع الصباح بمفاتيح الرحمة والفلاح...". توقّف يلتقط الهدوء المبعثر بزقزقة عصافير. مواء قط أسود يلفت انتباهه. يسأل الله حسن الخاتمة. لكن الخاتمة التي سأل الله ان تكون حسنة، زحفت مساء ذلك اليوم على ضوء مصباح الطريق، تسلل معه عبر النافذة الى فراشه، ارتعش جسده قليلاً، نفرت قدمه اليسرى من تحت اللحاف، لمع ضوءاً متسرباً من النافذة، أغمض عينه وظل فمه نصف مغلق. وضع الخبّاز أرغفة الخبز على ورق جريدة. يمدّ يده بعروقها البارزة بريال تهلهل من التنقل بين الأيدي، الى يد هندية سمراء متعرّقة من حرارة التنور ومسربلة بالطحين. يحمل خبزه فوق صفحة الجريدة، ينظر اليها، يلاحظ نصف وجه رجل يحملق في الفراغ، عينه تبوح بشيء، خوف ربما، يعرف نظرات الخوف، العين في نصف الوجه خائفة، هو متأكد لكنه لا يعرف السبب، السطور تحت الوجه باردة، لا تخبره شيئاً، لا يعرف قراءتها". "أهوال الصحو"ديوان للشاعر السعودي أحمد الواصل صدر عن دار"الغاوون"، والواصل من مواليد الرياض عام 1976، وله مؤلفات عدّة منها: جموع أقنعة 2002، هشيم 2003، مهلة الفزع 2005، تمائم 2007. ومن الديوان مقطع من قصيدة بعنوان"وحدة عينيك وخلودي": "أشتهي وحدة عينيكَ،/ فأحببت كنز شرودهما/ لا تبسمان/ لا تزفران/ سوى طير يُغضي، ويلحق شباباً مروا/ تسكن أوجاع الأمل في شرايينهم/ أحببت عينيك ترمزان/ وأمضي، لُعِبُ الملهى وأقداح روّاد السماء/ - هتَّانُ تخرس... إنما أستمتع -/ شفتي سحابةٌ توقظ عذراء/ أرفرف بقبلة المنديل/ أحببتُ عينيك،/ فصيّرتاني فراشةً لنزهةٍ/ أنشودةً لزرقةٍ/ - دخان الماغوط يشي بسؤال الوطن -/ أختلي بنيتي، وعينيك/ كيف إليّ... توحيان،/ فأشهقُ على وجيعِ الفدى...".