أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس، عن أسفه لأن طهران رفضت"كما يبدو"عرض الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتخصيب اليورانيوم الإيراني في الخارج. لكنه حذر من التسرع في فرض عقوبات على إيران، داعياً الغرب الى تبني نهج رصين وتجنب خطر وضع طهران في مأزق. تزامن ذلك مع تأكيد وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ان الدول الست المعنية بالملف النووي الإيراني"لن تتراجع"أمام طهران التي نصحتها بعدم الرهان على تراخي تصميم تلك الدول. وخلال مؤتمره الصحافي السنوي في موسكو أمس، قال لافروف ان روسيا"تأسف لاعتبار إيران أن من غير الممكن حالياً الموافقة على الصيغة المقترحة"من الوكالة الذرية والدول الست، والتي تقتضي بمعالجة اليورانيوم الإيراني في الخارج لتأمين الوقود لمفاعل البحوث في طهران". راجع ص 7 وأكد الوزير الروسي الحاجة الى بذل مزيد من الجهود لاستئناف المفاوضات حول تسوية المسائل المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني. وزاد:"هدفنا واضح تماماً. نود ألا تبقى لدى المجتمع الدولي شكوك في شأن الطابع السلمي البحت لهذا البرنامج. عندها، لن يجادل أحد في حق إيران في استخدام الطاقة النووية السلمية". وأشار إلى تحركات داخل مجلس الأمن لاتخاذ"إجراءات إضافية محتملة"تتعلق بالعقوبات، معرباً عن أمله بأن"تأخذ الجهات التي يتوقف عليها اتخاذ قرارات، في الاعتبار مصالح ترسيخ نظام عدم الانتشار النووي، لا اعتبارات وأجندات خاصة". واستدرك:"إذا كان منطقنا هو معاقبة إيران أو إذا أخذنا موقفاً نابعاً من الغضب، لن يكون هذا نهجاً رصيناً"، وأوضح ان"الموقف ليس سهلاً ولا يساعد في تحسينه الوضع السياسي الداخلي في إيران"، داعياً القوى الغربية الى"عدم المجازفة بتقويض عمل مفتشي الوكالة الذرية"في إيران. وبدت وجهة النظر التي عبر عنها لافروف أقرب الى الموقف الصيني الحذر والمتحفظ عن تشديد عقوبات على إيران. في الوقت ذاته، دعا الوزير طهران الى "خطوات بناءة"، مؤكداً ان موسكو غير راضية عن رفضها اقتراح إرسال اليورانيوم الى فرنساوروسيا لتخصيبه. في المقابل، قالت كلينتون في مؤتمر صحافي مع وزيرة الخارجية الأوروبية كاثرين آشتون ان الطرفين الأميركي والأوروبي سيواصلان مشاوراتهما خصوصاً حول"المقاربة المزدوجة الحوار والتهديد بعقوبات". واستدركت:"لتكن الأمور واضحة: لن نتراخى ولن نتراجع". ورأت ان"أمام إيران خياراً واضحاً، إما الاستمرار في عزلتها وإما احترام واجباتها". وأضافت:"نحن موحدون ومصممون على الضغط عليها، رداً على رفضها المتواصل لانفتاح المجتمع الدولي حيالها". وعلى رغم فشل الدول الست في اتخاذ موقف موحد من إيران في اجتماع عقد في نيويورك الأسبوع الماضي، وصفت كلينتون الاجتماع بأنه"مرحلة إيجابية على الطريق نحو عمل دولي موحد". وقالت:"نتجه نحو ذلك بطريقة تشاورية وموحدة لأن من المهم توجيه رسالة الى المسؤولين الإيرانيين مفادها ان العالم سيتحرك موحداً". أما اشتون فقالت:"علينا ان نتخذ إجراءات واضحة جداً للتقدم. لا يتعلق الأمر بالاندفاع بلا رؤية، بل باتخاذ إجراءات تشاورية وحازمة"إزاء الملف النووي الإيراني. وفي باريس، قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي انه ينبغي للأمم المتحدة تبني"اجراءات قوية"ضد إيران لاقناع قادتها بالانخراط في نقاش هادف بشأن برنامجهم النووي. وأضاف في كلمة أمام ديبلوماسيين مقيمين في فرنسا انه ينبغي للاتحاد الاوروبي أيضا"تحمل مسؤولياته"في الضغط على طهران للدخول في مفاوضات. واعتبر ساركوزي ان"التردد أو المواربة في مواجهة مثل هذه القضية سيحمل معه قدرا كبيرا من المسؤولية"، مؤكدا ان"الهدف الوحيد للعقوبات هو دفع ايران الى طاولة المفاوضات".