مرت الذكرى الثامنة على أحداث 11 أيلول سبتمبر ثقيلة على كثير من الأسر المسلمة والعربية في الولاياتالمتحدة. إذ بدا الشحن العاطفي واضحاً ما أدى إلى تسجيل حوادث عنصرية في غالبها لفظي. وحظيت الذكرى الثامنة بتغطية واسعة من وسائل الإعلام الأميركية، ربما لأنها الأولى التي تحل في عهد الرئيس باراك أوباما. ولعبت طريقة تعاطي بعض وسائل الإعلام مع الذكرى، دوراً في"إشعال"الكراهية في قلوب بعض الأميركين ضد كل ما هو عربي ومسلم. ويقول حسام 29 سنة وهو ليبي يدرس اللغة العربية في جامعة أميركية:"دخلت مطعماً لتناول العشاء مع صديقي، واستغربت أن الكثير من رواد المطعم ينظرون إلينا نظرات مريبة". ويضيف:"نتردد الى هذا المطعم في أوقات مختلفة، ولم يحدث أن تعرضنا لمثل هذه النظرات، فكان من الواضح أن ذكرى اليوم بعثت إشارات سلبية اتجاهنا". ويؤكد أنه عرف بعد ذلك أن بعض العائلات المسلمة خصوصاً التي تضم نساء محجبات، حرصت على التزام منازلها في ذلك اليوم الذي تزامن مع عطلة نهاية الأسبوع. وتعرض محمد 26 سنة وهو أميركي من أصل سعودي، لموقف يصفه بال"عنصري"لم يتوقف عند حدود رمقه بنظرات حادة. ويقول:"حدث نقاش حاد بيني وبين أميركي ثمل أمام أحد المطاعم، وكان يزعم أنني تحرشت بزوجته مع أن هذه الأخيرة كانت تكذبه وتحاول تهدئته". ويضيف:"أدركت بعدها أنه كان يبحث عن سبب ليدخل في مشكلة معي، خصوصاً بعدما نعتني بالإرهابي". ويتابع:"حتى الشرطي الذي كان يقف بجوارنا، حينما قالت الزوجة له ان زوجها ثمل ولم أتعرض لها، قال لي تستطيع أن تذهب يا قنبلة". ويلاحظ أبو جهاد وهو فلسطيني من أصل أميركي مقيم في ولاية نورث كارولينا، أن"العنصرية ضد الإسلام والعرب تزداد في الولايات التي يقل فيها المسلمون، والسبب في رأيي أن هؤلاء في الغالب لم يحتكوا بعرب أو مسلمين، وبنوا الصورة الذهنية الخاصة بهم حول الإسلام بالاستناد إلى وسائل الإعلام". لكنه يرى أن الأوضاع أفضل"بكثير مما كانت عليه بُعيد وقوع الهجمات". ويتهم وسائل إعلام أميركية"محسوبة على اللوبي اليهودي"في الولاياتالمتحدة"باستغلال ذكرى 11 ايلول لزرع الكراهية ضد الإسلام في قلوب الأميركيين". ويلاحظ أبو صلاح، وهو مصري مقيم في ولاية تينسي جنوب ومتزوج من أميركية منذ أكثر من 12 سنة، أن"هناك جهلاً كبيراً لدى الأميركيين بما يخص المسلمين والعرب". ويقول ان الأعمال الإرهابية التي شهدها العالم خلال الأعوام الماضية"ساهمت في ترسيخ صورة أن العربي يتنقل بحزام ناسف". ويضيف:"دخلت في عمل تجاري صغير مع أميركي، وكان متردداً في شكل كبير، وعندما تعرفت اليه في شكل جيد، ذكر لي أنه تلقى تحذيرات من بعض إصدقائه بأنني قد لا أتردد في قتله إذا حدث بيننا أي خلاف". ويتابع:"لم أتخيل أن يساهم الإعلام في جعل أفكار بعض الأميركيين تصل إلى هذا الحد من السذاجة". وكان يوم الذكرى الثامنة حافلاً بالفعاليات، التي قادها الرئيس الأميركي باراك اوباما شخصياً، إذ وقف العاملون في البيت الأبيض دقيقة صمت، وزار أوباما مبنى البنتاغون الذي اصطدمت فيه طائرة يوم الحادثة وعلى متنها 189 راكباً. وفي نيويورك شارك ذوو الضحايا في حفل تأبين قتلى البرجين الذين تمت تلاوة اسمائهم البالغ عددها 2751. نشر في العدد: 16967 ت.م: 17-09-2009 ص: 23 ط: الرياض