شهدت سماء مدينة الوعر وسط سورية قبل ايام تحليق اضخم سرب من الطيور المهاجرة في رحلتها السنوية المعتادة باتجاه اوروبا قادمة من افريقيا للتفريخ مجدداً. الأمر الذي يؤكد نظرية"ان سماء سورية كانت ولا تزال جنة أمنة للطيور المهاجرة في العالم وخصوصاً اللقالق والسنونو والخطاف والعقاب الذهبي وأبو منجل الأصلع". وأفادت"وكالة الانباء السورية"سانا ان سماء سورية تشهد حالياً ظاهرة مميزة تتمثل بتحليق عشرات الآلاف من أسراب طيور اللقلق الأبيض"سيكونيا". ولفتت الى ان هذه الظاهرة تتكرر مرتين سنوياً الأولى تبدأ في حزيران يونيو من كل عام وتستمر حتى آب اغسطس حيث تهاجر هذه الطيور وهي تحلق متجنبة التيارات الهوائية الساخنة باعتبارها لا تطير فوق المسطحات المائية الكبيرة. أما الثانية فخلال شهر تشرين الأول اكتوبر مع بداية فصل الشتاء حيث تظهر الطيور مجدداً أثناء عودتها من أوروبا باتجاه القارة الأفريقية حيث تقضي أيام الشتاء وهى تنعم بدفء هذه القارة. ويوضح مدير"مشروع حماية الحيوان"سبانا الدكتور دارم طباع أن الطيور خلال عودتها من أوروبا باتجاه أفريقيا تنقسم إلى مجموعتين واحدة صغيرة تطير إلى أفريقيا عبر مضيق جبل طارق والأخرى كبيرة تقطع مضيق البوسفور وتدور حول البحر المتوسط عبر سورية ولبنان وفلسطين قاطعة صحراء النقب بعد أن تمضي في أوروبا مرحلة التفريخ في أعشاشها الشهيرة التي تبنيها من الأغصان فوق مداخن المعامل وأعمدة الكهرباء والأبنية العالية والأبراج وقد يبلغ قطر أعشاشها مترين بعمق 3 أمتار. وأضاف أن عدد كل سرب من هذه الطيور يبلغ عادة حوالى 11 ألف طائر يمكن أن تصل مسافة تحليقها إلى 20 ألف كم وتشذ بعض الطيور عن هذه القاعدة حيث تطير باتجاه الجنوب عبر ايطاليا واليونان أو شرقاً لتصل إلى الهند، مشيراً إلى أن إناث هذه الطيور تضع ما بين 3 و 5 بيضات وأحياناً نادرة سبع وتمتد فترة الحضانة إلى33 أو 34 يوماً حيث تغذي الآباء صغارها حتى عمر 8 أو 9 أسابيع وتبلغ الفراخ جنسياً بعمر 4 سنوات وتدوم فترة حياة الطائر إلى نحو 30 عاماً. وأوضح أن أسراب طيور اللقلق تبدأ هجرتها مجدداً عندما تصبح الفراخ قادرة على الطيران حيث تبدأ هذه الفراخ الجديدة رحلتها إلى أماكن الآباء والأجداد ضمن نظام عجيب في معرفة خطوط الهجرة وأماكن التموضع والتفريخ. وأشار إلى أن طيور اللقلق تتغذى على السحالي والجراد و شتى أنواع الحشرات والضفادع والشراغف والعلجوم والأسماك والقوارض والأفاعي وديدان الأرض والرخويات والقشريات، ما يجعلها من الطيور البيئية الهامة التي تساعد في حماية الأراضي وتخليصها من الكثير من الحشرات والحيوانات الصغيرة الضارة التي تؤثر على المناطق الزراعية. ولفت طباع إلى أن هذه الطيور رغم أهميتها البيئية الكبيرة فإن هناك العديد من عوامل التهديد التي تواجهها وأهمها تعرضها للصيد الجائر إضافة إلى خطر المبيدات والتلوث وجفاف الأراضي الرطبة.