يسير رئيس الحكومة اللبنانية المكلف سعد الحريري في طرق غير معبدة فيها الكثير من الحُفَر والمطبات، من المعارضة والموالاة على حد سواء. فالجميع يريد الحصول على أكبر عدد من الوزراء، هذا يريد النسبية في التوزير وذاك يأتي بنواب مستقلين ويضمهم الى كتلته، وقد نسيت هذه الكتل مجتمعة أن المواطن هو الذي صنع هؤلاء النواب وقد جاء وقت رد الجميل والعمل بعيداً من وزير بالزايد أو وزير بالناقص، لأن المهم هو النهوض بالوطن والمواطن وصون المقاومة الرادع الوحيد في المنطقة ضد العدو الاسرائيلي. نتذكر كيف كانت الحكومات تتألف في أيام الشهيد رفيق الحريري الذي كان يتحمل كل الضغوط لأنها تهون أمام إعمار النفوس والحجر، لذلك المطلوب من الرئيس المكلف النظر الى جميع الفرقاء في المعارضة والموالاة والاهتمام بكل المناطق اللبنانية المحرومة فعندها سيكسب تأييد المواطن المحروم والعاطل من العمل بل سيؤيده من كان ضده في الانتخاب وسيحصل على شعبية تجعل منه زعيماً حقيقياً وأن يكون بين الناس وعلى الأرض يهتم بكل شيء ويبعد كل من يسيء اليه من حوله ويتقرب من الجميع. وفي المقابل على المعارضة أن تسهّل مهمة سعد الحريري في تشكيل الحكومة التي يجب أن تكون حكومة انقاذ بعيداً من المناكفات السياسية، فالدين العام يزداد وكذلك مشاكل الكهرباء والبطالة والحرمان، وليكن رئيس الجمهورية الكفة الراجحة والعادلة من الوزراء الأنقياء. اعطوا أيها السياسيون هذه الفرصة للنائب الحريري وانصحوه في بعض الأمور إذا استعصت عليه وحاسبوه اذا أخطأ، لكن ضمن المؤسسات. وكذلك إذا أصاب شجعوه. هكذا يكون العمل السياسي وهكذا تبنى الأوطان، لأنكم اذا لم تفعلوا ذلك فسيثور الناس عليكم وعلى بروجكم المزيفة وخداعكم ووعودكم الكاذبة في الانتخابات. رمزي فؤاد المقداد - لبنان