قمعت الشرطة الإيرانية بالقوة أمس، تجمعاً لإصلاحيين في مقبرة دُفن فيها قتلى سقطوا خلال الاحتجاجات التي أعقبت الانتخابات الرئاسية. واعتقلت الشرطة عدداً من المتظاهرين، كما أرغمت المرشح الإصلاحي الخاسر مير حسين موسوي على مغادرة المقبرة فور وصوله للمشاركة في إحياء أربعين الضحايا. جاء ذلك في وقت نقلت وكالة"مهر"عن النائب كاظم جلالي قوله ان مدعي عام طهران سعيد مرتضوي ابلغه ان الإصلاحي البارز سعيد هجاريان الذي احتُجز بعد فترة قصيرة من الانتخابات، نُقل أمس الى"منزل تملكه الدولة مزود بالتجهيزات الطبية المناسبة. يمكن لأقاربه زيارته في المكان الجديد". وكان القضاء أعلن ان هجاريان سيُطلق الأربعاء الماضي. لكن وكالة"رويترز"نقلت عن محللين ان هيئات أمنية، بينها"الحرس الثوري"ووزارة الاستخبارات، تسيطر على تلك المنازل. وقال أحدهم ان"المعتقلين الذين يوضعون في منازل مماثلة، يكونون في الواقع تحت مراقبة أمنية شديدة، ولا يعني ذلك الإفراج عنهم". وكانت وزارة الداخلية رفضت منح موسوي والمرشح الإصلاحي الآخر مهدي كروبي رخصة رسمية بإجراء"تجمع صامت"في المصلى الكبير وسط طهران الذي يتسع لحوالى مليون شخص، لإحياء ذكرى القتلى. وبعد رفض الوزارة، دعا الاثنان الى زيارة مقبرة بهشت الزهراء جنوبطهران، لإحياء أربعين مقتل 10 محتجين بينهم ندا آغا سلطان التي تحولت الى رمز للحركة الإصلاحية، في تظاهرة 20 حزيران يونيو الماضي الأكثر دموية. وقبل موسوي وكروبي دعوة والدة ندا، للاحتفال بالذكرى عند قبر ابنتها التي اعتبر الجنرال عبد الله الراقي قائد وحدة"محمد رسول الله"في"الحرس الثوري"المكلف امن العاصمة، ان حادث مقتلها"وقع في شارع صغير كانت قوات الشرطة والباسيج غائبة عنه. وتدل الطريقة التي صُور بها، على انه كان مخططاً من أعداء البلاد". وطوّق حوالى 150 عنصراً من قوات مكافحة الشغب إضافة الى عناصر من الشرطة، المربع الذي دُفن فيه ضحايا الاحتجاجات، فيما تجمع أكثر من ألفي شخص في المكان، مرددين هتافات مؤيدة لموسوي. وقال شهود ان الشرطة استخدمت الهراوات والعصي والأحزمة، لتفريق المتظاهرين الذين كانوا يعتزمون التجمع في المقبرة، واعتقلت عدداً منهم. وأشار شاهد الى"تجمع المئات حول قبر ندا آغا سلطان، لإحياء ذكراها وذكرى ضحايا آخرين"، لافتاً الى اعتقال ثلاثة منهم. وأوضح شاهد ان موسوي الذي استقبله المتظاهرون بهتافات"يا حسين، مير حسين"و"موسوي نحن نؤيدك"و"الله أكبر"، نجح في الخروج من سيارته وسلوك الممر المؤدي الى قبر سلطان. وأضاف:"لكنهم لم يسمحوا له بتلاوة الآيات القرآنية، كما هي العادة في هذه المناسبة، وطوقته مباشرة شرطة مكافحة الشغب التي أرغمته على العودة إلى سيارته ومغادرة المقبرة". وزاد:"في الوقت ذاته، طوق المتظاهرون سيارته كي لا يغادر المكان، فبدأت الشرطة بدفع المتظاهرين، وبعدها غادر موسوي". وأوضح ان"الشرطة أنذرت الحاضرين بمغادرة المكان، أو مواجهة العواقب". وبعد ذلك، وصل كروبي إلى المقبرة حيث رشق أنصاره الشرطة بالحجارة. وفي وقت لاحق، تجمّع حوالى ألف متظاهر في باحة المصلى الكبير وسط طهران. وقال شاهد ان"المتظاهرين رفعوا أيديهم ورسموا شارات النصر، بينما كانت الشرطة تحاول تفريقهم". وأشار شاهد آخر الى ان المئات من سائقي السيارات، اطلقوا العنان لأبواق سياراتهم تضامناً مع المتظاهرين. وكان الجنرال عبد الله أراغي قائد"الحرس الثوري"في طهران حذر من أي تجمعات. وقال:"نحن لا نمزح. سنواجه الذين يريدون محاربة المؤسسة الدينية". وكان المرشد علي خامنئي أمر بإغلاق معتقل"كهريزك"جنوبطهران، معتبراًَ انه"لا يطابق المعايير". ونقل الموقع الإلكتروني لمؤسسة"باران"التي يرأسها الرئيس السابق محمد خاتمي عنه قوله:"لا يكفي إغلاق مركز اعتقال والقول انه لا يطابق المعايير. ماذا يعني لا يطابق المعايير؟ هل يعني ذلك ان نظام التهوية والمراحيض لا تعمل؟ لا. ارتُكبت جرائم، وهناك أناس فقدوا حياتهم". نشر في العدد: 16919 ت.م: 31-07-2009 ص: 12 ط: الرياض