طهران – أ ب، رويترز، أ ف ب – فرّقت الشرطة الإيرانية بالقوة أمس، تظاهرات للمعارضة في طهران، تزامنت مع إحياء ذكرى عاشوراء. وكانت المعارضة دعت في هذه الذكرى، الى تجمعات على جادة «انقلاب» التي تعبر العاصمة من الشرق الى الغرب وكانت مسرحاً لتظاهرات ضخمة بعد الانتخابات الرئاسية في حزيران (يونيو) الماضي. لكن الشرطة الإيرانية حذرت من انها ستواجه ب «حزم» أي «تجمع غير قانوني» خلال إحياء الذكرى. ونقلت وكالة «رويترز» عن شاهدة قولها إن أنصار المعارضة احتشدوا في مجموعات على طول كيلومترات في شارع رئيسي وسط العاصمة، مضيفة ان «الشرطة لا تسمح لهم بالانضمام بعضهم لبعض». وأفادت وكالة «فرانس برس» بأن الشرطة فرّقت مئات الأشخاص الذين كانوا يحاولون التجمع في ساحة انقلاب، مستخدمة هراوات، مشيرة الى اعتقال عديد منهم. وأشارت الى ان المتظاهرين كانوا يهتفون: «الموت للديكتاتور»، في إشارة الى الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد الذي تشكك المعارضة في إعادة انتخابه. وأورد موقع «جرس» الإصلاحي أن شرطة مكافحة الشغب المسلحة بهراوات وقنابل الغاز المسيل للدموع، «اشتبكت بعنف مع أنصار المعارضة في أجزاء عدة وسط طهران»، مطلقة «أعيرة تحذيرية في الهواء في ساحة انقلاب لتفريق متظاهرين يرددون شعارات مناهضة للحكومة». وأضاف الموقع ان «الشرطة هاجمت مبنى وكالة الأنباء الطالبية الإيرانية (إيسنا) الذي لجأ إليه بعض أنصار المعارضة للاحتماء منها». ونقلت «رويترز» عن شاهد قوله ان الشرطة «كسرت جمجمة موظف في إيسنا وضربوا آخر في شكل مبرح»، لكن الوكالة بدا انها تعمل في شكل عادي ولم تُشر الى دخول الشرطة مبناها. وأفاد موقع «راهي سابز» الإصلاحي بأن عناصر من «الحرس الثوري» و «الباسيج» (متطوعي الحرس) حطموا نوافذ سيارات كانت تطلق العنان لأبواقها، في كل مرة كانت الشرطة تتصدى للمتظاهرين. وأشارت «فرانس برس» الى إقامة تجمعات لمجموعات صغيرة من المعارضين، قرب جامعة طهران، تخللها إطلاق شعارات معادية لنجاد. واعتقلت الشرطة متظاهرَيْن على الأقل. لكن وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) حمّلت وسائل الإعلام الاجنبية مسؤولية تضخيم «التجمع الفاشل لمشاغبين»، ومحاولة تشجيع أفراد على النزول الى الشوارع. وأضافت ان عدد «المشاغبين» لا يتعدى ال150 شخصاً، مشيرة الى ان الشرطة فرقتهم بعد محاولتهم تخريب إحياء ذكرى عاشوراء. وتزامنت تظاهرات المعارضة في الشوارع، مع تحركات عفوية اخرى، بينها ترداد شعار «يا حسين، مير حسين»، في اشارة الى زعيم المعارضة مير حسين موسوي، و «ندا لم تمت، الحكومة هي التي ماتت»، في اشارة الى الشابة ندا آغا سلطان التي تحوّلت الى رمز بعد مقتلها في 30 حزيران الماضي خلال تظاهرة.