تحولت المناظرة التلفزيونية الاحد الماضي بين المرشحين الإصلاحيين للانتخابات الرئاسية المقررة في 12 الشهر الجاري، مير حسين موسوي ومهدي كروبي، الى ساحة معركة... ضد منافسهما المحافظ الرئيس المنتهية ولايته محمود احمدي نجاد، والذي حاول التودد الى الأقلية الاذرية التي ينحدر منها موسوي. وقال موسوي خلال المناظرة:"نلاحظ ظاهرة مفاجئة من قبل احمدي نجاد الذي يقول ان الاسود ابيض وان اثنين زائد اثنين لا يساويان أربعة بل عشرة. استشعر خطراً، ولا شيء أسوأ من ان تكذب السلطة على الناس". واتهم موسوي الرئيس الايراني ب"الكذب"و"خداع الشعب"وتقديم"معلومات مضللة". وفند موسوي تصريحات احمدي نجاد في الايام الاخيرة وانتقدها. وابرز وثيقة رسمية تفيد بأن التضخم كان نحو 10 في المئة عندما تسلم احمدي نجاد السلطة عام 2005، فيما بلغ 25 في المئة مطلع عام 2009. وكان احمدي نجاد اكد في الايام الاخيرة ان التضخم"تراجع الى 15في المئة". وقال موسوي مخاطباً احمدي نجاد:"يستطيع المسؤولون القول انهم لم يروا هذه الوثيقة". وتساءل:"لمَ نكذب على الناس، ونقول لهم ان ليست لديهم مشاكل البتة؟". اما كروبي فانتقد"اكاذيب"احمدي نجاد، ولاسيما منها تلك التي تتعلق به. وكان الرئيس الايراني اتهم كروبي خلال المناظرة التي جمعتهما السبت الماضي، بتلقي اموال عندما كان رئيساً للبرلمان من رجل اعمال سُجن في وقت لاحق بتهمة الفساد. وقال كروبي:"استشعر أيضاً خطراً على البلاد". ومحاولاً التودد الى الاقلية الاذرية التي ينحدر منها موسوي، قال احمدي نجاد في مدينة تبريز شمال غربي البلاد:"خلال ثماني سنوات من الخدمة في مقاطعة اردبيل، تعلمت احدى افضل اللغات وأكثرها كمالاً، وهي اللغة الاذرية التي أتحدثها بسهولة". في غضون ذلك، قال المرشح المحافظ محسن رضائي ان استطلاعات الرأي تضعه في المرتبة الثانية، على رغم"الحملات العدائية التي يواجهها". وتعهد عدم الانسحاب من السباق الانتخابي. واوضح رضائي الذي واجه احمدي نجاد أمس في آخر مناظرة يجريها التلفزيون الايراني بين المرشحين، انه يدافع عن"حقوق المواطنة"التي اعتبر انها لم تكتمل بعد لدى المواطن الايراني. ودافع عن المرأة الايرانية التي وصفها بأنها"تمتاز بالقناعة"، مشيراً الى امتلاكه برنامجاً كاملاً للاستفادة من امكاناتها في حكومته. في غضون ذلك، اكد النائب والعضو البارز في التيار الاصولي حسن غفوري فرد، ان المحافظين يدعمون احمدي نجاد ل"تطابق الرؤى والمواقف"معه، مشيراً في الوقت ذاته الى"بعض الخلافات حول بعض القضايا"، ما يدفع"بعض الاحزاب داخل التيار للتحفظ وعدم ابداء التأييد والدعم له في شكل علني وواضح". وحدد غفوري فرد وهو عضو في"حزب المؤتلفة الإسلامي"الذي يضم عناصر متشددة من التيار الأصولي، النقاط الخلافية مع احمدي نجاد، مشيراً الى عدم وفائه بوعوده التي كان أطلقها قبل الانتخابات السابقة، حول تشكيل حكومة تمثل مختلف القوى والتوجهات الشعبية، اضافة الى خلافه مع البرلمان حول مشروع دعم الاسعار، ومشروع خطة التحوّل الاقتصادي. واشار غفوري فرد ايضاً الى قيام الرئيس الايراني ب"دمج منظمة الحج والزيارة مع دائرة السياحة والتراث الثقافي، لكنه لم ينجح في ذلك بعد رفض"مرشد الجمهورية الاسلامية علي خامنئي. في الوقت ذاته، اعتبر الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني ان"الانتخابات تلطخت للاسف بكل صنوف الاكاذيب والافتراء". ويشير رفسنجاني الى اتهامات احمدي نجاد له ولعائلته ولشخصيات ايرانية أخرى، بالفساد المالي. وقال رفسنجاني:"لا يجوز السكوت عمن يشكك في اصل الثورة والمدافعين عنها، ويجب مواجهة عمليات التخريب والكذب. يمكن السكوت عن التهم الموجهة إليّ، لكن لا يجوز السكوت عن الاتهامات الموجهة للثورة وتاريخها". الى ذلك، نفى مسعود جزائري مساعد رئيس اركان القوات المسلحة الايرانية، اتهامات كروبي حول تدخل متطوعي"الباسيج"في الانتخابات. وكان كروبي شكك في نتائج الانتخابات الرئاسية عام 2005، ووجه آنذاك رسالة مفتوحة الى خامنئي اشتكى فيها من"تدخلات غير شرعية وغريبة"من ميليشيا"الباسيج"التي تنتمي الى"الحرس الثوري". ودعا كروبي أخيراً"الحرس الثوري"و"الباسيج"الى"عدم التدخل في الانتخابات". وقال جزائري ان"كروبي وغيره من المرشحين كرروا تلك الادعاءات بعد اربع سنوات، ولم ينجحوا في تقديم اي وثيقة تؤكد اتهاماتهم، ومن المؤسف ان يواصل دعايته". واضاف ان القوات المسلحة التي تنتمي اليها"الباسيج"، تحتفظ لنفسها بالحق في رفع شكوى. فيديو للاصلاحيين في غضون ذلك، اصدر الاصلاحيون شريط فيديو يتم تداوله عبر البريد الالكتروني والأقراص المدمجة، حول قول الرئيس المنتهية ولايته محمود احمدي نجاد ان"نوراً"أحاط به خلال إلقائه خطاباً امام الجمعية العامة للامم المتحدة عام 2005. وبث الاصلاحيون هذا الشريط، بعد نفي احمدي نجاد ان يكون ادلى بتصريح مماثل. ويظهر في الشريط احمدي نجاد وهو يقول لرجل الدين البارز عبدالله جوادي أمولي، ان"عضواً من الوفد الايراني قال لي: رأيت نوراً يحيط بك". وأضاف الرئيس الايراني:"أنا ايضاً شعرت بذلك. شعرت بالمناخ يتغير. كل القادة في الحضور لم ترف عيونهم لمدة 27 او 28 دقيقة. لا أبالغ إذا قلت ان عيونهم لم ترف". وزاد:"الكل كان مندهشاً. كانت عيونهم وآذانهم مفتوحة، ليروا ماهية الرسالة التي ستطرحها الجمهورية الإسلامية". وأوردت صحيفة"كلمة سابز"كلمة خضراء التي اصدرها المرشح الإصلاحي مير حسين موسوي، ان مكتب أمولي اكد صحة الشريط. نشر في العدد: 16867 ت.م: 09-06-2009 ص: 17 ط: الرياض