اغتنم المرشحان الإصلاحيان للانتخابات الرئاسية الإيرانية المقررة في 12 الشهر الجاري، مير حسين موسوي ومهدي كروبي، المناظرة التلفزيونية التي جمعتهما ليل الأحد الماضي، لتوجيه سهامهما الى خصمهما المحافظ الرئيس المنتهية ولايته محمود احمدي نجاد، فيما حذّر رئيس السلطة القضائية هاشمي شاهرودي المرشحين من ان توجيه الاتهامات عبر وسائل الإعلام، يُعتبر «جريمة يحاسب عليها القانون». ورجّحت اللجنة الانتخابية تسجيل «مشاركة قياسية» في الانتخابات، فيما أبدى المرشحون الأربعة استعدادهم لكشف أصولهم المالية أمام القضاء. واتهم موسوي أحمدي نجاد ب «خداع الشعب» وتقديم «معلومات مضللة»، وقال خلال المناظرة: «أستشعر خطراً، ولا شيء أسوأ من ان تكذب السلطة على الناس». كما انتقد كروبي «أكاذيب» احمدي نجاد، لا سيما تلك التي تتعلق به، مكرراً ما قاله موسوي عن «استشعار خطر على البلاد». وأعلن انه سيعيّن النائبة السابقة جميلة كديفار وزيرة، اذا فاز في الانتخابات. في الوقت ذاته، اعتبر الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني ان «الانتخابات تلطخت للأسف بكل صنوف الأكاذيب والافتراء». وكان يشير الى اتهامات نجاد له ولعائلته ولشخصيات أخرى إيرانية، بالفساد المالي. وطالب شاهرودي بأن تراعي المناظرات الانتخابية «توجيهات قائد الثورة الإسلامية (علي خامنئي)» وتجري «في إطار القوانين والمعايير الشرعية والأخلاقية». وزاد أن «توجيه تهم الى أشخاص عبر وسائل الإعلام العامة، هو بمثابة جريمة يحاسب عليها القانون». ومحاولاً التودد الى الأقلية الاذرية التي يتحدر منها موسوي، قال نجاد في مدينة تبريز شمال غربي البلاد: «خلال ثماني سنوات من الخدمة في مقاطعة اردبيل، تعلمت إحدى افضل اللغات وأكثرها كمالاً، وهي اللغة الاذرية التي أتحدثها بسهولة». واعتبر مجتبي ثمره هاشمي رئيس الحملة الانتخابية لأحمدي نجاد، ان الانتخابات ستسطّر «ملحمة شعبية كبرى، لترسيخ أسس نظام الجمهورية الإسلامية». وقال ان «جميع المحافظين أعلنوا دعمهم الصريح لأحمدي نجاد». وكان النائب، العضو البارز في التيار الأصولي حسن غفوري فرد، قال ان المحافظين يدعمون نجاد ل «تطابق الرؤى والمواقف» معه، مشيراً في الوقت ذاته الى «خلافات حول بعض القضايا» تدفع «بعض الأحزاب داخل التيار الى التحفظ وعدم إبداء التأييد والدعم له في شكل علني وواضح». الى ذلك، قال رئيس اللجنة الانتخابية في وزارة الداخلية الإيرانية كمران دانشجو، ان الوزارة وضعت استراتيجية تستهدف تحقيق «مشاركة قصوى» للناخبين ال46 مليوناً. وأضاف ان «الإيرانيين اثبتوا مساندتهم الثورة في مناسبات عدة، وسنرى يوم الانتخاب عدد الذين يدعمون ثورتهم». وزاد ان المشاركة ستكون قوية «على رغم دعاية قوى الغطرسة التي تسعى الى إضعاف الانتخاب. المشاركة الشعبية ستسجل رقماً قياسياً جديداً، بناءً على المناخ الحالي». وأوضح دانشجو ان الاقتراع سيبدأ في الثامنة صباحاً، ويستمر عشر ساعات، ولكن يمكن تمديده حتى منتصف الليل كحد أقصى، اذا كان عدد الناخبين كثيفاً. وذكر انه اذا لم يحصل أي من المرشحين على غالبية النصف زائداً واحداً للفوز من الدورة الأولى، ستُجرى دورة ثانية في 19 الشهر الجاري.