شدد الرئيسان بشار الاسد ومحمود عباس خلال محادثاتهما في دمشق امس على ضرورة"توحيد المواقف"العربية والفلسطينية لمواجهة سياسات رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو، في وقت ارجأ رئيس المكتب السياسي لحركة"حماس"خالد مشعل الخطاب الذي كان مقررا ان يلقيه مساء امس الى"موعد آخر"لم يحدد. راجع ص 4 ونقل ناطق رئاسي سوري عن الاسد وعباس"تأكيدهما ضرورة توحيد المواقف العربية لمواجهة السياسة الاسرائيلية التي تستمر في بناء المستوطنات في الاراضي الفلسطينية المحتلة، وتحاول التنصل من استحقاقات عملية السلام، وتضع العراقيل امام قيام دولة فلسطينية ذات سيادة". كما تناولت المحادثات"جهود المصالحة الفلسطينية واهمية انهاء حال الانقسام والوقوف صفاً واحدا بوجه الاجراءات الاسرائيلية في الاراضي العربية المحتلة". من جانبه، قال الناطق الرئاسي الفلسطيني نبيل ابو ردينة انه جرى الاتفاق مع الجانب السوري على ان"الحوار الفلسطيني يجب ان ينجح"، في اشارة الى حوارات المصالحة في القاهرة. وتزامنت زيارة عباس لدمشق مع قرار مشعل تأجيل خطاب كان مقررا ان يلقيه مساء امس. وعلمت"الحياة"ان التأجيل مرتبط بجهود تبذلها دمشق مع الرئيس الفلسطيني في الموضوع الامني المتعلق بالاعتقالات في صفوف"حماس"في الضفة الغربية، وان عباس سيرد على هذه الجهود خلال ايام. وفيما اكد قيادي في"حماس"ل"الحياة"في دمشق ان مشعل سيلقي خطابه في اليومين المقبلين، توقعت مصادر فلسطينية مطلعة ل"الحياة"في غزة ان يرجئ مشعل خطابه الى ما بعد اتضاح نتيجة زيارة عباس لدمشق. ولمحت الى ان سورية تلعب دورا في تسهيل المصالحة الفلسطينية، مشيرة الى ان الاسد كان طلب من عباس خلال زيارته الاخيرة لدمشق قبل اسابيع ان يطلب من ادارة الرئيس باراك اوباما رفع مستوى الوفود الاميركية التي تزور دمشق، وهو ما يفسر زيارة المبعوث الاميركي لعملية السلام في الشرق الاوسط جورج ميتشل لدمشق اخيرا وعدد من المسؤولين الاميركيين. في الوقت نفسه، كانت مصادر أميركية رسمية اكدت ل"الحياة"في حينه ان من بين اهداف زيارة ميتشل الاستفادة من"التأثير"السوري على"حماس"في دمشق للدفع بالمصالحة الفلسطينية. ويعتقد بان تأجيل خطاب مشعل مرتبط ايضا بالتقدم الذي تحقق في ملف تبادل الاسرى بانتظار تبلور صفقة، اذ قالت مصادر موثوقة في"حماس"ل"الحياة"في غزة ان تقدماً تحقق فعلا في صفقة تبادل الاسرى لاطلاق الجندي الاسرائيلي الاسير غلعاد شاليت في مقابل اطلاق مئات الاسرى الفلسطينيين. وفي هذا الصدد، اوضحت المصادر ان اسرائيل قدمت الى الجانب المصري ورقة جديدة، وان"حماس"تقدمت ايضا بورقة جديدة وافقت فيها على تغيير بعض الاسماء على لائحة من تطالب باطلاقهم. ويبدو ان زيارة وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك اليوم الى القاهرة تهدف الى مناقشة هذا الملف، ضمن ملفات اخرى، علماً ان وزير الداخلية في حكومة"حماس"المقالة في غزة فتحي حماد موجود في القاهرة منذ ايام حيث اجرى محادثات في شأن ملف شاليت. في غضون ذلك، غادر عباس دمشق متوجها إلى جدة للقاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وسيتم خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها، إضافة إلى القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وقال السفير الفلسطيني لدى المملكة جمال الشبكي ل"الحياة"إن الرئيس عباس سيبحث مع خادم الحرمين الموقف بعد زيارتي أوباما وميتشل للمنطقة، إضافة إلى نتائج خطاب أوباما والجهود المبذولة لعملية السلام. نشر في العدد: 16879 ت.م: 21-06-2009 ص: الأولى ط: الرياض عنوان: نحو مساع سورية لتهيئة المصالحة والأسد وعباس يؤكدان وحدة الموقف