عززت بيانات عن الوظائف والمصانع في الولاياتالمتحدة، الأمل في أن الاقتصاد الأميركي ربما يكون بدأ الخروج من مرحلة الكساد، ما أعطى المستثمرين بارقة أمل. وأوقفت الدلائل على الانتعاش، تراجع أسعار الأسهم هذا الأسبوع وعززت الآمال في أن يكون الاقتصاد العالمي، الذي دخل مرحلة كساد منذ كانون الأول ديسمبر 2007، بلغ ذروة هبوطه وسيبدأ في الصعود. ودفعت آمال الانتعاش، الأسهم العالمية إلى الارتفاع بنحو 40 في المئة عن مستوياتها المنخفضة في آذار مارس الماضي عندما كانت البيانات الاقتصادية قاتمة تماماً. لكن توقعات بأن يكون الانتعاش بطيئاً حدّت من التفاؤل في الفترة الأخيرة. وقال محلل أسواق الصرف والفائدة الآسيوية في"سوسيتيه جنرال"في هونغ كونغ باتريك بينيت:"تشير البيانات الاقتصادية الأميركية إلى انتهاء الكساد. هل هذه أنباء طيبة؟ بالتأكيد. لكن انتهاء الكساد للأسف، لا يعني إنهاء ما سببه من ألم". وأظهرت بيانات الخميس الماضي، ارتفاع أعداد المطالبين الجدد بإعانات البطالة في الولاياتالمتحدة خلال الأسبوع، إلا أن الاقتصاديين تشجعوا بأول انخفاضه لهم منذ كانون الثاني يناير وأكبر انخفاض منذ تشرين الثاني نوفمبر 2001. وتدعمت ثقة المستثمرين أيضاً بتراجع إيقاع الانكماش في مؤشر الصناعات التحويلية في فيلادلفيا وارتفاع توقعات المؤشر إلى أعلى مستوياتها منذ أيلول سبتمبر 2003 عندما كان الاقتصاد الأميركي يتعافى من موجة الركود السابقة. الاقتصاد الفرنسي وفي باريس، أفاد مكتب الإحصاءات الوطني الفرنسي بأن الاقتصاد الفرنسي سيخرج من الكساد في الربع الأخير من السنة، ويتوقع أن تسرّع الشركات إيقاع خفض الوظائف. وتوقع المكتب في تقريره الفصلي، أن ثاني أكبر اقتصاد في منطقة يورو سينكمش بمعدل 0.6 في المئة بين نيسان أبريل وحزيران يونيو الجاري، وينكمش 0.2 في المئة في الربع الأخير ليبلغ"صفراً"نهاية السنة. وقال رئيس إدارة الاقتصاد في المكتب إيريك دوبوا في مؤتمر صحافي،"ترتكز افتراضاتنا إلى استقرار في الربع الأخير من هذه السنة، وستكون فرنسا انتهت من الكساد، لكن الأمر غير مضمون". وأضاف التقرير إن التحسن في أسواق المال والخطوات المالية التي اتخذت لوقف انهيار الطلب وتراجع التضخم وانخفاض معدل تباطؤ التجارة العالمية، عوامل ساهمت في تحسين التوقعات. وتوقع المكتب أن ينكمش الاقتصاد 3 في المئة هذه السنة وهو أسوأ أداء منذ 1949. وطرح الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي خطة حفز العام الماضي لتعزيز الاستثمار في 2009 ومساعدة الاقتصاد على الخروج من الأزمة، لكنها لم توقف فقدان الوظائف ومآسي العاملين في القطاع الخاص التي ستزداد سوءاً. ويتوقع المكتب فقدان 699 ألف وظيفة في القطاع الخاص في 2009 مع تسارع الإيقاع خلال النصف الثاني من السنة. "المركزي"البريطاني وانضم محافظ بنك إنكلترا المركزي ميرفين كينغ أمس إلى صفوف المتفائلين، ونشرت له صحيفة"ايكو"اليومية حديثاً على موقعها الإلكتروني جاء فيه:"نشهد الآن دلائل على أن المعدل الذي تتراجع به التوقعات بدأ يستقر، لكني لا أعتقد انه يتعين القفز لاستخلاص نتائج من هذه المؤشرات". وأشار إلى أن الثقة تراجعت بدرجة كبيرة مع دخول الاقتصاد في حالة كساد. و"لا يمكننا استعادتها في سرعة، ويتوقع أن يحتاج الانتعاش وقتاً أطول مما استغرقه الدخول في الكساد، وكان سريعاً جداً وبوتيرة انخفاض حاد في النشاط على مدى الأشهر الستة الماضية. ولا أعتقد من المنطقي انتعاش النشاط في سرعة". نشر في العدد: 16878 ت.م: 20-06-2009 ص: 21 ط: الرياض